يناير 2012
وصية نبوية غالية- الجزء الثاني من محاضرة ألقيت في مسجد قباء في لندن ألقاها الدكتور
خالد بن عدبد الرحمن الشايع- الامين العام المساعد الهيئة العالمية للتعريف
بالرسول صلى الله عليه وسلم ونصرته في شهر المحرم 1433هـ تحميل
8- علاج مشكلة الفقر استعاذ النبي (صلى الله عليه وسلم) من الفقر وقرنه بالذلّة فقال: «اللهم إني أعوذ بك من الفقر والقلةِ والذلةِ»([i]). وقرنه كذلك بالكفر فقال: «... وأعوذ بك من الفقر والكفر...»([ii]). وهذا يدل على خطورة الفقر، وأنه يمكن أن يؤدي إلى الكفر والعياذ بالله.وحارب النبي (صلى الله عليه وسلم) مشكلة الفقر بالحث على العمل وتبشيع سؤال الناس أموالهم، فقال (صلى الله عليه وسلم) : «لأن يأخذ أحدكم حَبْلَه، ثم يغدو إلى الجبل، فيحتطب، فيبيع، فيأكل، ويتصدق، خير له من أن يسأل الناس»([iii]). وقال النبي (صلى الله عليه وسلم): «لا ينبغي لمؤمن أن يذلّ نفسه»([iv]).
وصية نبوية غالية - محاضرة ألقيت في مسجد قباء في لندن ألقاها الدكتور خالد بن عدبد الرحمن الشايع- الامين العام المساعد الهيئة العالمية للتعريف بالرسول صلى الله عليه وسلم ونصرته في شهر المحرم 1433هـ تحميل
صبر آدم على مفارقة الوطن الأول من الجنة، وصبر نوح على فقد الولد، وصبر إبراهيم على مقام ذبح الابن، وصبر يعقوب على فراق يوسف، وصبر موسى على أذى الطاغية، وصبر داود على مـــــرارة الندم، وصبر سليمان على فتــنة الدنيا، وصبر عيسى على ألم الفقر.وأما رسولنا صلى الله عليه وســــلم فصبر عليها كلها، وعاشـــــها كلها، وذاقها كلــها، ففــــاز بالمقامات كلها، صبر على فــــراق الوطن، ومراتع الفتوة، وملاعب الصـــبا، وربــــوع الشـباب، فترك الأهل والعشـــــيرة، والدار والمال، وصـــبر على فقد الولد، فسالت أرواح أبنائه بين يديه، وقعقعت أنفسهم أمام ناظريه.
مكةُ هي البلدُ الذي ابتدأ عمارَته أبو الأنبياء إبراهيم عليه السلام، وكانت من بعده مدينةَ العرب العظيمة، ومحورها الذي تدور حوله، وكانت - استجابةً لدعوة إبراهيم عليه السلام - أن صار الناس يَفِدُون إليها من كل مكان، وصارت ملتقى العرب أجمعين.نحن إذن أمام بيئة متميزة، تُمَارس فيها الشؤون الاجتماعية والسياسية المختلفة، ويتوفر فيها عناصر البناء الشخصي المستقيم، من غنًى بالخيرات، وأمنٍ اجتماعي، وشرفٍ، ومكانة اجتماعية، وممارسة سياسية على مستوًى عمليّ.فمجتمع قريش كان أعلى مجتمعات العرب فكرًا، وأشهرهم نسبًا، وكانت لغتهم هي أقوم اللغات، ولسانهم أقوم الألسنة، سواء كان ذلك على مستوى الأداء والفصاحة، أو ا