دلائل النبوة
عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف رضي الله عنه قال: "مرّ عامر بن ربيعة بسهل بن حنيف رضي الله عنهما وهو يغتسل، فقال: لم أر كاليوم ولا جِلدَ مُخبّأة، فما لبث أن لُبِطَ به، فأتي به النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقيل له: أدرك سهلاً صريعاً، قال : ( من تتهمون به؟) ، قالوا: عامر بن ربيعة ، فقال: ( علام يقتل أحدكم أخاه؟ إذا رأى أحدكم من أخيه ما يعجبه فليدع له بالبركة ) ، ثم دعا بماء، فأمر عامراً أن يتوضأ، فغسل وجهه ويديه إلى المرفقين، وركبتيه وداخلة إزاره، وأمره أن يصب عليه" رواه ابن ماجة .
وفي رواية للطبراني وغيره: "فراح سهل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس به بأس".
معاني المفردات
في حديث طويل لابن عباس-رضي الله عنهما- في الصحيحين(1) ، حوار عقلي عالٍ في حسن الاستدلال وشفافيته لسلامته من أسباب التملّق والتدليس جرى بين عظيم الروم :ملك بيزنطة الشهير بـ"هرقل" hercalius)) (2) وأحد زعماء المشركين العرب آنذاك وهو أبو سفيان الأموي (أسلم فيما بعد رضي الله تعالى عنه ) وهو حوار يستحق بحق أن تدرس دلالاته العميقة ، وها هنا محاولة مقتضبة للتعليق على المحاورة بما يلائم المقام ..وسأقتصر من الحديث على قدر مناسب للمقصود من المقال ..
من الطرق والوسائل المستحدثة لاكتشاف جهة القبلة استعمال (البوصلة)، أو استعمال البرنامج العالمي (Google Earth) وذلك بمد خط المسافة من بيت الله الحرام (الكعبة) إلى المنطقة التي تريد إيجاد معرفة اتجاه القبلة فيها.
وفي العهد النبوي لم تكن هذه الوسائل والخرائط متاحةً آنذاك، بل إن أول خريطة للأرض وضعها الإدريسي في عام (1154م) بعد الهجرة النبوية بحوالي خمس قرون ونصف، وقد وضع اليمن خطأً جنوب شرق الجزيرة، ووضع عُمان شمال شرق الجزيرة، ومع ذلك كان التحديد النبوي للقبلة يقع مطابقا للواقع بدقة متناهية، بما يدل على صدق الوحي الذي جاء به محمد -صلى الله عليه وسلم-.
لا يمكن لِمُنصفٍ تجاهل الدلائل النبوية والمعجزات الكثيرة والصحيحة للنبي صلى الله عليه وسلم التي حدثت له مع بعض الحيوانات، والتي شهدها الصحابة الكرام بأعينهم، وثبتت في صحيح الأخبار، وجعلها الله شاهداً على صدقه، ودليلاً من دلائل نبوته، وكان لها الأثر البالغ في معرفة عِظم قدْر وعلو منزلة نبينا صلى الله عليه وسلم، والتي منها: شكوى الجمل وسجوده له، وشهادة الذئب بنبوته، وتوقير الوحش وتأدبه معه، وحصول البركة للناقة والشاة والفرس لملامستهم له...ولا عجب في ذلك؛ فإنه ليس مِنْ شيء في الأرض ولا في السماء إلا ويعلم أن محمداً صلى الله عليه وسلم نبي ورسول من عند الله، فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال
أخبر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أصحابه وبشرهم كثيراً عن انتشار الإسلام وظهور أمره، وبلوغه إلى الآفاق، وهو أمر غيبي لا دخل فيه للتوقع والظن، خاصة أن بعض هذه الأحاديث والبشريات قالها النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في وقت ضعف المسلمين، وعلى عكس ونقيض ما تُوحي به الأحداث، ومع ذلك كان ـ صلى الله عليه وسلم ـ يخبر أصحابه ـ رضي الله عنهم ـ أن الإسلام سيعلو وينتصر، وأن الله ـ عز وجل ـ سيبدل الخوف الذي يعيشون فيه بالأمن التام، فعن خباب بن الأرَتّ ـ رضي الله عنه ـ قال: ( شكونا إلى رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ وهو متوسد بردة له في ظل الكعبة، قلنا له: ألا تستنصر لنا؟، ألا تدعو الله لنا ؟، قال ـ صلى
من عقائد المسلمين أن الله تعالى أرسل في أمم الأرض رسلاً من أقوامهم، وأنبياء إلى شعوبهم، حكى ربنا عز وجل تفاصيل أخبار عددٍ منهم في ثنايا القرآن الكريم، وسردت لنا السنة النبويّة طرفاً من واقعهم، ومن أصول هذه العقيدة: عدم إحاطتنا بسير أولئك الأنبياء والرسل على وجه التفصيل، فلا أحد يدّعي معرفته الشاملة بأسمائهم جميعاً، ولا بأخبارهم كلّها، ولا بمواطن بعثهم، وأماكن إقامتهم.
خاتم النبوة هو أحد علامات ودلائل نبوته ـ صلى الله عليه وسلم ـ، وخاصية من خصوصياته الكثيرة، التي كان أهل الكتاب يعرفونه بها، ويسألون عنها، ويطلبون الوقوف عليها، وهو عبارة عن قطعة صغيرة من اللحم بارزة في جسده الطاهر الشريف ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ، عند كتفه الأيسر، وقد جاء ذِكْره ووصفه في أحاديث صحيحة، وقد رآه غير واحد من الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ .
قال العيني: " خاتم النبوة بمعنى الطابع، وَمَعْنَاهُ الشَّيْءُ الذي هو دليل عَلَى أَنَّهُ لَا نَبِيَّ بعده " .
آيات كريمة ومعجزات عظيمة ، سخرها الله تعالى لتشهد بصدق النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، وتبيّن حقيقة تأثّر الجماد ـ فضلاً عن بني البشر ـ بالقرب منه والاستماع إليه ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، في أخبار ثابتة بالنصوص الصحيحة .
أجرى الله ـ تبارك وتعالى ـ على يد أنبيائه ورسله من المعجزات الباهرات والدلائل القاطعات ما يدل على صدق دعواهم أنهم رسل الله ، قال الله تعالى : { لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ
الشاة المسمومة: معجزة ربانية وعفو نبوي عن أبي هريرة - رضي الله عنه ـ قال : ( لما فُتِحت خيبر، أُهْدِيَت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - شاة فيها سم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : اجمعوا لي من كان هاهنا من اليهود، فجمعوا له، فقال لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : إني سائلكم عن شيء فهل أنتم صادِقيَّ عنه؟، فقالوا : نعم يا أبا القاسم ، فقال لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : من أبوكم؟، قالوا: أبونا فلان، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : كذبت