كان محمد (صلى الله عليه وسلم) أرحم الناس بأهله وخير الناس لأهله، وقد قال "خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلى[1]"
ومن رحمته بأهله أن كان يسمح لمن كانت منهن صغيرة – وهى عائشة- باللعب ويفرح به ويتساءل فيه، تقول عائشة:
قدم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من غزوةتبوك، أو خيبر وفى سهوتها[2]ستر، فهبت الريح فكشفت ناحية الستر عن بناتٍ لعائشة لُعبٍ. فقال: ما هذا يا عائشة؟ قالت: بناتى. ورأى بينهن فرساً له جناحان من رقاع[3]، فقال "ما هذا الذى أرى وسطهن" قالت: فرس، قال وما الذى عليه؟ قالت جناحان. قال: فرس له جناحان؟ قالت: أما سمعت أن لسليمان خيلاً لها أجنحة؟ قالت: فضحك حتى رأيت نواجذه[4].وكانت تلعب بالبنات عندالنبى (صلى الله عليه وسلم) مع صواحبها,والنبى&nb
وكان يُري أهله اللعب. تقول عائشة رضي الله عنها:
والله لقد رأيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقوم على باب حجرتي، والحبشة يلعبون بحرابهم فى مسجد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ، يسترني بردائه لكي أنظر إلى لعبهم، ثم يقوم من أجلى حتى أكون أنا التى أنصرف, فاقدرو قدر الجارية الحديثة السن، حريصة على اللهو أخرجه الشيخان[8].
وفى رواية. فإما سألت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وإمّا قال: تشتهين تنظرين، فقلت نعم، فأقامنى وراءه – خدى على خده – وهو يقول: دونكم يابني أرفدة: حتى إذا مللت، قال "حسبك؟ قلت نعم، قال: "فاذهبى".
ومن رحمته (صلى الله عليه وسلم) بأهله: أنه كان يعاونهم فى الأمور البيتية ويخفف عنهم أمورهم, وكثيراً ما يخدم نفسه، عن الأسود قال: سألت عائشه رضي الله عنه : ما كان النبى (صلى الله عليه وسلم) يصنع فى بيته؟ قالت كان يكون فى مهنة أهلة – تعنى خدمة أهله – فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة[9].
وعن عائشه قالت: كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يخيط ثوبه[10] .
وفى رواية يخصف النعل ويرقع الثوب ويخيط[11].
وزاد ابن حبان فى رواية ويرقع دلوه[12].
------------------------------
[1] أخرجه الدارمي رقم 2265, والترمذي رقم 3895 , وابن ماجه رقم 1977, وقال الألباني صحيح .
[2] اى صفتها قدام البيت. وقيل بيت صغير منحدر فى الأرض قليلاً شبيه بالمخدع والخزانة, وقيل هو كالصفة تكون بين يدي البيت، وقيل شبيه بالرف أو الطاق يوضع فيه الشيء (النهاية2/43)
[3] الرقاع: جمع الرقعة التى تكتب, والرقعة: الخرقة (شرح الطيبي 6/354)
[4] سنن أبى داؤد رقم 4932, صححه الألباني
[5] أي يتغيبن منه ويدخلن من وراء الستر(فتح البارى 10/635)
[6] أي يرسلهن
[7] البخارى, رقم 6130 ومسلم رقم (2440)
[8] البخاري فى مواضع منها رقم 454 و رقم 950 ومسلم (892)
[9] البخاري فى صحيحه رقم 676 وفي الأدب المفرد رقم 548, والترمذي رقم 2489, وأحمد فى المسند 6/49 و 6/206
[10] أحمد 6/260 و 6/206 وأبو يعلى رقم 4773 , وابن حبان رقم 6577 , وقال الشيخ شعيب : صحيح ,
[11] الأدب المفرد رقم 540.
[12] انظر الإحسان رقم 5676