Get Adobe Flash player

رسالة اليوم من هدي الرسول

-        عن ابن عباس رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لئن بقيت إلى قابل، لأصومن التاسع). رواه مسلم. قال أهل العلم: يستحب صوم التاسع والعاشر جميعاً، لأن النبي  صلى الله عليه وسلم  صام العاشر ونوى صيام التاسع .

البحث

كتاب الرحمة في حياة الرسول

شاهد مكة المكرمة مباشرة

إقرأ مقالا من أكبر كتاب في العالم

إبحث عن محتويات الموقع

شاهد المدينة المنورة مباشرة

المسجد النبوي _ تصوير ثلاثي الأبعاد

Madina Mosque 3D view

الرئيسية
arrahma.jpg

مَنْ مِن البشر لا يخطئ؟!

إنَّ من طبيعة البشر التي لا مهرب منها أنهم يُخطئون.. صرَّح بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم  عندما قال: "كُلُّ ابْنِ آدَمَ خَطَّاءٌ، وَخَيْرُ الْخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ"[1].

ولا يُستثنَى من هذه القاعدة إلا الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين..

وإذا كان الخطأ متوقعًا بهذه الصورة من كل إنسان فلابد من وجود منهج ثابت في الشرع الحكيم لمواجهة أخطاء البشر..

وجيل الصحابة } هو أفضل أجيال الأرض..  لا نقول ذلك اجتهادًا منَّا، بل شهد لهم بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم  حين قال: "خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ..."[2].

بل شهد لهم رب العالمين سبحانه وتعالى في أكثر من موضع في كتابه الكريم، ويكفي أن نشير مثلاً إلى قوله عز وجل: "مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ...[3]".

ولكن ليس معنى ذلك أن الصحابة ليسوا بشرًا، أو أنه لا تجري عليهم أحكام البشر التي تجري على عامة الناس، ومنها وقوع الخطأ..

نعم الخطأ في حقهم قليل، ونعم أخطاءهم تذوب في بحار حسناتهم، إلا أنها في النهاية موجودة..  وكان الرسول صلى الله عليه وسلم  منهج واضح ثابت في معالجتها..  وإن شئت أن تُلَخِّص هذا المبدأ في كلمة واحدة فستكون هذه الكلمة هي منهج "الرحمة"!

وقد يتعجب إنسان من أن يكون منهج علاج الخطأ هو منهج الرحمة؛ لأن الذي يقفز مباشرة إلى الذهن عند الحديث عن الأخطاء هو العقاب، وليس الأمر كذلك على الدوام..  بل كان الكثير من الأخطاء يُعَالَج عن طريق الابتسامة والتوجيه والنصح والتعليم قبل أن يأتي عقابٌ أو شدة..  بل إن الرسول صلى الله عليه وسلم  كان إذا اضطُرَّ أحيانًا للعقاب، كأن يكون الأمر إلى قتلٍ متعلقًا بالحدود، فإنه كان يطبق هذا الحَدَّ برحمة، وحتى إذا وصل الأمر إلى قتل أو رجم فإنك تلحظ فيه بوضوح مظاهر كثيرة للرحمة، وسوف نتعرض لبعض هذه المظاهر من خلال هذا الفصل إن شاء الله، وسيكون تناول هذه الأخطاء من خلال المباحث التالية:

 

المبحث الأول: رحمته صلى الله عليه وسلم  بالجاهلين.

المبحث الثاني: رحمته صلى الله عليه وسلم  بالمذنبين.

المبحث الثالث: رحمته صلى الله عليه وسلم  بالمخطئين في حقه صلى الله عليه وسلم .

ونسأل الله التوفيق والسداد..

 

--------------------------------------------------------------------------------

[1] الترمذي (2499)، وابن ماجة (4251)، وأحمد (13072)، والحاكم (7617) وقال: حديث صحيح الإسناد، وأبو يعلى (؛2922)، والبيهقي في شعب الإيمان (7127)، وقال الشيخ الألباني: صحيح. انظر: صحيح الترغيب والترهيب (3139).

[2] البخاري: كتاب الشهادات، باب لا يشهد على شهادة جور إذا أشهد (2509)، ومسلم: كتاب فضائل الصحابة، باب فضل الصحابة ثم الذين يلونهم (2533)، والترمذي (3859)، وأحمد (3594)، وابن حبان (6727).

[3] (الفتح: 29).