Get Adobe Flash player

رسالة اليوم من هدي الرسول

- بالذكر تطمئن القلوب:
لذكر الله أثر كبير في انشراح الصدر، ورباطة الجأش، وذهاب الرهبة، وجمع الذهن، وتيسير الأمر، وحل عقدة اللسان والقلم. وباب الذكر مفتوح على رياض الأنس بالله (تعالى) والاستمداد من عونه، قال (صلى الله عليه وسلم): يقول الله (تعالى): (أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني). متفق عليه.

البحث

كتاب الرحمة في حياة الرسول

شاهد مكة المكرمة مباشرة

إقرأ مقالا من أكبر كتاب في العالم

إبحث عن محتويات الموقع

شاهد المدينة المنورة مباشرة

المسجد النبوي _ تصوير ثلاثي الأبعاد

Madina Mosque 3D view

الرئيسية
صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز

فجع الوطن بأكمله بوفاة قائد كبير من قادته، ورمز من رموز عزته لكن المؤمن يتذكر دائماً عند وقوع المصائب أن الإيمان بالله والرضا بقضائه وقدره بلسم يخفف الآلام وترياق يُعالج الأوجاع كما قال سبحانه وتعالى: (ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله ومن يؤمن بالله يهد قلبه) فمن عرف الله هانت مصيبته ومن ذكر الله واسترجع اطمأن قلبه واستحق بشارة الصابرين من رب العالمين القائل: (وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُون) ولئن كان الجميع بادر إلى تقديم العزاء والدعاء لخادم الحرمين الشريفين وأصحاب السمو الملكي الأمراء وأبناء الفقيد الكبير نايف بن عبد العزيز فإني إضافة إلى تقدمي بصادق العزاء وخالص الدعاء أضيف إلى ذلك وعلى إثر ما شاهدته في المسجد الحرام أثناء صلاة الجنازة وأثناء الدفن في مقبرة العدل بمكة المكرمة أمراً آخر قد يبدو مستغرباً عند الكثيرين ألا وهو التهنئة لآل نايف أبنائه البررة الأمراء سعود ومحمد وإخوانهما إذ قلّما تجد رجلاً وعلى امتداد العصور يحظى بكل هذا الحب الكبير والتقدير العظيم في آن معاً، وهو ما تجلى في يوم وداعه من خلال الأعين الدامعة والألسن الداعية والقلوب الحزينة من لوعة الفراق وألم الفقد.
لقد كان حضور خادم الحرمين الشريفين إلى الحرم المكي مبكراً قبل أذان المغرب بوقت طويل وما ظهر على محياه من حزن بالغ وتأثر كبير مؤشراً على المكانة الخاصة التي كان يمثلها فقيد الأمة في قلبه وحين صافحت خادم الحرمين الشريفين معزياً له في عضيده القوي،وأخيه المخلص لمحت في عينيه الحزن النبيل حزن المؤمن الصابر على قضاء الله وقدره أما رفيق دربه وصديقه الخاص صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز ،ولي العهد الأمين فقد شعرت أثناء تعزيتي له أنه يُغالب دموع الحزن ولوعة الفراق وهو يرى جثمان شقيقه الحبيب مسجى بين يديه وهو الذي كان دائماً ملء السمع والبصر حاضراً في كل مشهد هام لبلاده.
وقد كانت الحشود الكبيرة جداً التي شهدت دفن الأمير الراحل في مقبرة العدل بمكة المكرمة حتى امتلأت بهم الطرقات المحيطة بالمقبرة ووصل عددهم إلى الآلآف علامة أخرى على ما يكنه هذا الشعب السعودي والمقيمون على أرضه من حب صادق لنايف بن عبد العزيز الذي كان بعد الله درعاً حامياً لأمنهم وسلامتهم بما ناله من ثقة ملوك المملكة العربية السعودية.
تزاحمت هذه المعاني في ذهني وأنا أصافح في مقبرة العدل صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبد العزيز وزير الداخلية معزياً وأي كلمات يمكن أن تكفي لعزاء الرجل الذي عمل عن كثب مع شقيقه وأستاذه لعقود طويلة سهرا معاً وتحملا الصعاب الكبرى وبذلا الجهود المضنية لحماية أمن البلاد ومواجهة المؤامرات والأخطار التي تحيط بها.
ومن هنا فإن تهنئتي لأبناء الفقيد الكبير منطلقها أن الموت حق وكل الناس سيرحلون عن هذه الدنيا  (فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ) لكن الناس هم شهود الله في أرضه كما أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وشاء الله سبحانه أن يُظهر في المسجد الحرام أطهر بقاع الأرض شيئاً من مكانة عبده نايف بن عبد العزيز وشهادة عباده المؤمنين له بالخير والنصح والبذل في خدمة الإسلام عقيدة ومنهجاً وشريعة وخدمة الوطن أمناً واستقراراً وتنمية.
وأختم بالتأكيد على أن من أعظم الوفاء لنايف بن عبد العزيز ولاسيما من أبنائه ومحبيه أن يسيروا على نهجه وأن يحملوا الراية من بعده في نصرة الدين وحماية الدعوة السلفية المعتدلة التي لا غلو فيها ولا جفاء، ولقد سمعت الأمير نايف بن عبد العزيز –رحمه الله- يردد مراراً أثناء لقاءاتي الخاصة مع سموه بأن رسالة الإسلام وتحكيم الشريعة التي قامت عليها المملكة العربية السعودية أمانة تسلمناها من الآباء والأجداد وسنسلم الراية للأبناء والأحفاد واضحة نقية رحمه الله رحمة واسعة وجزاه عن الإسلام والسنة والوطن خير الجزاء وأوفاه.

د.عادل بن علي الشّدّي

الأمين العام المساعد لرابطة العالم الإسلامي