يونيو 2017
لما اقتضت حكمة الله سبحانه وتعالى أن يكون الطريق إلى جنانه ورضوانه محفوفا بمكاره الأنفس ومجاهدة شهواتها، فتح لهم المواسم التي ينثر عليهم فيها فضائل إنعامه، والنفحات التي يغنم من التحف بنسماتها عاقبة دهره وأيامه، وجعل مواسم بذل المغفرة هذه على ضربين اثنين:
الضرب الأول: مواسم معروفة محددة بعلامات ثابتة، معَلًّمة بأمارات كونية يدركها الناس على اختلاف مضاربهم وتنوع مشاربهم، وذلك مثل الثلث الأخير من كل ليلة الذي ينزل فيه الله – تعالى في عظمته – إلى عباده فيقول: هل من سائل فأعطيه؟ هل من داع فأستجيب له؟ هل من مستغفر فأغفر له؟ ومثل شهر رمضان المبارك الذي جعله الله شهر سياحة دينية لهذه الأمة من كل عام يرفع به درجات المتقربين إليه ويحرر فيه الرقاب بتحريمها على النار، ومثل يوم عرفة والعشر الأول من شهر ذي الحجة.
منحت جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم في دورتها الـ21 خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز جائزة الشخصية الاسلامية لهذا العام، وأقيم الاحتفال امس، برعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وحضور سمو الشيخ احمد بن محمد بن راشد آل مكتوم رئيس مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة ومعالي وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ ممثلا عن مقام خادم الحرمين الشريفين والسفير السعودي بدولة الإمارات د. محمد بن عبدالرحمن البشر والقنصل العام بدبي عماد عدنان مدني ود.
اختتمت اليوم مسابقة أفريقيا الكبرى الثامنة عشرة لتحفيظ القرآن الكريم في جمهورية تنزانيا الاتحادية في الإستاد الرياضي بالعاصمة دار السلام وشارك فيها مجموعة من المتسابقين من أكثر من خمس عشرة دولة أفريقية من منطقة شرق أفريقيا.
جاء ذلك بحضور أكثر من خمسة وستين ألف شخص ووسط اهتمام ومتابعة من رئيس جمهورية تنزانيا المتحدة جون بومبي ماجوفولي وبحضور رئيس مجلس الوزراء ماجاليوا قاسم ماجاليوار والذي قام بتسليم الجوائز للمتسابقين في نهاية الحفل.
وقد شرف الحفل المستشار الخاص لوزير الشؤون الاسلامية والدعوة والارشاد الدكتور ابراهيم الزيد وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى تنزانيا محمد المالك.
كلمات نبوية مباركة ووصية تحوي الكثير من المعاني والإشارات، تلك التي وصى النبي بها أصحابه واتباع دينه، وذلك في الحديث الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه عن أبي ذر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: [لا تحقرَنَّ من المعروفِ شيئًا، ولو أن تلقَى أخاك بوجهٍ طلِق].
إنها دعوة لصنع المعروف وفعل الخير مهما قل، فإن العبد يسعى في عظيم المعروف فإن عجز عن كبيره فلا يحتقرن صغيره أن يفعله، فإن عجز فلا أقل من أن يصنع من ابتسامته معروفا يقدمه لمن يخاطبه، أو يتحدث معه، أو يخالطه، أو لكل من حوله.
دعوة لصنع المعروف:
إن أول ما يتبادر لذهن السامع من هذا الحديث أن يسعى في اكتساب المعروف وصنعه، فهي دعوة لصنع المعروف ابتداءً، أي معروف وكل معروف. فإن "شيئا" هنا نكرة في سياق النفي تفيد العموم فتشمل كل معروف.