Get Adobe Flash player

رسالة اليوم من هدي الرسول

-          اجتماع الفضلين:

قال الحافظ ابن حجر: ويوم الجمعة في هذه العشر أفضل من الجمعة في غيرها، لاجتماع الفضلين فيه.

- ضحى صلى الله عليه وسلم بكبشين أملحين أقرنين، ذبحهما بيده، وسمى وكبر، ووضع رجله على صفاحهما. متفق عليه. وفي رواية "سمينين"، وصحح الترمذي أنه ضحى بكبش أقرن فحيل (وهو الكريم المختار)، يأكل في سواد وينظر في سواد ويمشي في سواد. أي فيه سواد في هذه المواضع. فالمستحب: "استحسان الأضحية" حتى في لونها ومنظرها، وأن يذبح أضحيته بيده .

البحث

كتاب الرحمة في حياة الرسول

شاهد مكة المكرمة مباشرة

إقرأ مقالا من أكبر كتاب في العالم

إبحث عن محتويات الموقع

شاهد المدينة المنورة مباشرة

المسجد النبوي _ تصوير ثلاثي الأبعاد

Madina Mosque 3D view

الرئيسية
m034.jpg

المبحث الثاني: النبي (صلى الله عليه وسلم) من البعثة إلى الهجرة

- بشارات البعثة: 

_ صدق الرؤيا

_ سلام الحجر عليه (صلى الله عليه وسلم) 

- كلمة التوحيد أولاً

- تحقيق الإخلاص في العبادة

- رحمة النبي (صلى الله عليه وسلم) بأهل مكة

بشارات البعثة:

صدق رؤيا النبي (صلى الله عليه وسلم)

الحديث الثالث:

عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ - رَضِيِ اللهُ عَنْهَا - أَنَّهَا قَالَتْ: «أَوَّلُ مَا بُدِئَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وسلم) مِنَ الْوَحْيِ الرُّؤْيَا الصَّادِقَةُ فِي النَّوْمِ، فَكَانَ لاَ يَرَى رُؤْيَا إِلاَّ جَاءَتْ مِثْلَ فَلَقِ الصُّبْحِ» (متفق عليه)

المعنى الإجمالي للحديث:

هذا جزء من حديث تضمن إحدى البشارات بالنبوة، فقد كان النبي (صلى الله عليه وسلم) لا يرى رؤيا في نومه إلا تحققت واضحة بينة، وقول عائشة رضي الله عنها «أول ما بدئ... ) يفيد أن أول أنواع الوحي التي عرفها النبي (صلى الله عليه وسلم) هي الرؤيا الصالحة الصادقة، التي ينشرح لها الصدر، وتطيب النفس، وقد كان في هذا تهيئة للنبي (صلى الله عليه وسلم) لاستقبال الوحي يقظة.

مما يستفاد من الحديث:

1. سنة التدرج في في رسالة النبي (صلى الله عليه وسلم)؛ فقد بدئ النبي (صلى الله عليه وسلم) بالرؤية في النوم قبل العيان، ليكون ذلك أدعى للقدرة على رؤية الملك واستقبال الوحي.

2. أن الرؤيا الصادقة أحد خصال النبوة وجزء منها وأول منازل الوحي

3. وأن رؤيا الأنبياء وحي وحق وصدق، لا أضغاث فيها ولا تخييل ولا سبيل للشيطان إليها.

 

 سلام الحجر على النبي (صلى الله عليه وسلم) 

الحديث الرابع:

عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وسلم): (إِنِّي لأَعْرِفُ حَجَرًا بِمَكَّةَ كَانَ يُسَلِّمُ عَلَيَّ قَبْلَ أَنْ أُبْعَثَ، إِنِّي لأَعْرِفُهُ الآنَ) (مسلم).

المعنى الإجمالي للحديث: من البشارات التي سبقت بعثة النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه كان يسلم عليه الحجر بالنبوة، قبل أن يبعث، يقول: السلام عليك يا رسول الله.

ما يستفاد من الحديث: 

1- من المبشرات ببعثة النبي (صلى الله عليه وسلم) معجزة سلام الحجر عليه بالنبوة.

2- من سنن الله تعالى تثبيت أنبيائه بمعجزات تحصل لهم.

3- أن من أنطق الحجر الأصم قادر على إرسال الرسل وإعلامهم بالمغيبات.

كلمة التوحيد أولاً

الحديث الخامس:

عَن رَبِيعَةَ بْنِ عَبَّادٍ الدَّيْلِيِّ قَالَ: « رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ (صلى الله عليه وسلم) فِي الْجَاهلِيَّةِ بِسُوقِ ذِي الْمـَجَازِ وَهُوَ يَقُولُ: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ قُولُوا  لَا إلَهَ إِلَّا اللهُ تُفْلِحُوا) قَالَ: يُرَدِّدُهَا مِرَاراً وَالنَّاسُ مُجْتَمِعُونَ عَلَيْهِ يَتْبَعُونَهُ» (ابن خزيمة وابن حبان وغيرهما، وصححه ابن الملقن)

غريب الحديث: 

- سوق ذي المجاز: سوق بين مكة المكرمة والطائف، وهو أحد الأسواق التي كان العرب يجتمعون فيها للتجارة.

المعنى الإجمالي للحديث:

هذا الحديث يبين كيف كانت كلمة التوحيد أول ما يدعو إليه النبي (صلى الله عليه وسلم)، نعم فقد كان يردد عليهم قولوا: "لا إله إلا الله" تفلحوا، أي آمنوا بأنه لا معبود بحق إلا الله تعالى، فإنها كلمة الإخلاص التي لا نجاة للمرء من دونها، وبها يتخلص العبد من كل المعبودات من دون الله، ويتمحض لعبادته سبحانه.

مما يستفاد من الحديث:

1. أن أول ما يدعى إليه من الإسلام هو كلمة التوحيد.

2. أن الفلاح والفوز مربوط بهذه الكلمة فلا سبيل إليهما من غيرها.

3. أن على الدعاة التحرك والدعوة لدين الله، فإن النبي (صلى الله عليه وسلم) ذهب من مكة يعرض على قبائل العرب الإسلام في أسواقهم.

4. الصبر على الأذى في سبيل الدعوة إلى الله فقد كان (صلى الله عليه وسلم) يؤذى في سبيل دعوته حتى تدمى قدمه لا يثنيه ذلك عنها.

تحقيق الإخلاص في العبادة

الحديث السادس: 

عَن أَبِي أَيُّوبَ أَنَّ أَعْرَابِيًّا عَرَضَ لِرَسُولِ اللَّهِ (صلى الله عليه وسلم) وَهُوَ فِى سَفَرٍ. فَأَخَذَ بِخِطَامِ نَاقَتِهِ أَوْ بِزِمَامِهَا ثُمَّ قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ - أَوْ يَا مُحَمَّدُ - أَخْبِرْنِي بِمَا يُقَرِّبُنِي مِنَ الْجَنَّةِ وَمَا يُبَاعِدُنِي مِنَ النَّارِ. قَالَ: فَكَفَّ النَّبِيُّ (صلى الله عليه وسلم) ثُمَّ نَظَرَ فِي أَصْحَابِهِ ثُمَّ قَالَ: (لَقَدْ وُفِّقَ - أَوْ لَقَدْ هُدِيَ – قَالَ: كَيْفَ قُلْتَ؟). قَالَ: فَأَعَادَ. فَقَالَ النَّبِيُّ (صلى الله عليه وسلم): (تَعْبُدُ اللَّهَ لاَ تُشْرِكُ بِهِ شَيْئاً، وَتُقِيمُ الصَّلاَةَ، وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ، وَتَصِلُ الرَّحِمَ. دَعِ النَّاقَةَ).(مسل)

غريب الحديث:

خِطام الناقة وزِمامها: ما تقاد به من حبل ونحوه.

المعنى الإجمالي للحديث:

هذا الحديث يبيّن مكانة التوحيد والإخلاص في العبادة لله تعالى، وكيف أن من وُفِّق له فقد هدي، فقد سأل هذا الرجل النبي (صلى الله عليه وسلم) عمّا يقربه من الجنة ويباعده من النار فقال: (تعبد الله لا تشرك به شيئاً) فجمع له بين الأمر بعبادة الله والنهي عن الشرك به، وهذه هي دعوة جميع الرسل كما قال تعالى: وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (36)، وقد كان الكفار يشركون مع الله غيره، فيعبدونه في الظاهر لكنهم يعبدون معه أوثاناً يزعمون أنهم شركاؤه، ثم عطف (صلى الله عليه وسلم) على الأمر بالعبادة الأمر بالصلاة والزكاة وصلة الرحم، وذلك من باب ذكر الخاص بعد العام تنبيهاً على شرفه ومزيته.

مما يستفاد من الحديث:

1. أن التوحيد سبب دخول الجنة والنجاة من النار، ويتحقق بعبادة الله وحده لا شريك له.

2. أن إخلاص العبادة لله تعالى لا يتحقق إلا بنبذ ما سواه من الشركاء

3. التنويه بمكانة الصلاة والزكاة وصلة الرحم وشرفها.

4. استحباب السؤال عن أمور الدين وسبل دخول الجنة والنجاة من النار

 

رحمة النبي (صلى الله عليه وسلم) بأهل مكة

الحديث السابع:

عَنْ عَائشَةَ - رَضيَ الله عَنهَا – فِي قِصَّةِ خُرُوجِ النَّبِيِّ (صلى الله عليه وسلم) إِلَى الطَّائِفِ مَهْمُوماً أَن مَلَكَ الجبَالِ سَلَّمَ عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: «يَا مُحَمَّدُ إِنَّ اللَّهَ قَدْ سَمِعَ قَوْلَ قَوْمِكَ لَكَ، وَأَنَا مَلَكُ الْجِبَالِ وَقَدْ بَعَثَنِي رَبُّكَ إِلَيْكَ لِتَأْمُرَنِي بِأَمْرِكَ فَمَا شِئْتَ؟ إِنْ شِئْتَ أَنْ أُطْبِقَ عَلَيْهِمُ الأَخْشَبَيْنِ». فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وسلم): (بَلْ أَرْجُو أَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ مِنْ أَصْلاَبِهِمْ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ وَحْدَهُ لاَ يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا) (متفق عليه).

غريب الحديث:

- الأخشبين: مثنى أخشب وهو كُلُّ جبل خَشِنٍ غليظ الحجارة، والمراد بهما جبلَا مكة أبو قبيس والجبل الذي يقابله.

- أن أطبق عليهم الأخشبين: أن أجعلهما يلتقيان على من بمكة فيصيران كطبق واحد عليهم.

- أصلابهم: جمع جمعُ صُلْب، وهو الظَّهر، والمراد من ذريّاتهم.

المعنى الإجمالي للحديث:

هذا جزء من حديث لأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها حين سألت النبي (صلى الله عليه وسلم) عما إذا كان مرَّ عليه يوم أشد من يوم أُحد، وفي هذا المقطع من الحديث يفصح النبي (صلى الله عليه وسلم) عن طيب معدنه، ورحمته التي غمرت كل أذى ألحق به، وجعلته يشفق على أعدائه بدل الانتقام منهم، فيمهل مشركي قريش علهم أن يسلموا أو يكون من ذريتهم مسلمون.

مما يستفاد من الحديث:

1. عظم رحمة النبي (صلى الله عليه وسلم) حين لم يدع على قريش بالهلاك رجاء أن يخرج من أصلابهم مسلمون.

2. بُعد نظر النبي (صلى الله عليه وسلم) فلم ينظر إلى عتاة مشركي قريش بل نظر إلى ما يأتي من ذرياتهم.

3. الصبر على الأذى في الدعوة فيه تأسٍ بالنبي (صلى الله عليه وسلم) في تحمله الأذى وصبره عليه.

نصر الله تعالى لأنبيائه وأوليائه متحقق لا محالة، كما قال تعالى: إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آَمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ (غافر: ٥١).

 

إعداد: أ.د عادل بن علي الشدي الأمين العام للهيئة العالمية للتعريف بالرسول (صلى الله عليه وسلم) ونصرته  و د.محمد عبدالرحيم العربي رئيس قسم البحوث والدراسات بالهيئة العالمية للتعريف بالرسول (صلى الله عليه وسلم) ونصرته