Get Adobe Flash player

رسالة اليوم من هدي الرسول

جاء في سنن أبي داود و الترمذي عن أنس رضي الله عنه قال ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفطر على رطبات قبل أن يصلي , فإن لم تكن رطبات فعلى تمرات , فإن لم تكن حسا حسوات من ماء ) كما أن في ذلك فائدة طبية تعود على البدن بالصحة والعافية , حيث ذكر الأطباء أن الصيام يؤدي إلى نقص السكر في الدم ,وبدء الإفطار بالتمر يساعد على إعادة توازن السكر , فيعود النشاط إلى الجسم خلال مدة يسيرة.محمد الحمد

البحث

كتاب الرحمة في حياة الرسول

شاهد مكة المكرمة مباشرة

إقرأ مقالا من أكبر كتاب في العالم

إبحث عن محتويات الموقع

شاهد المدينة المنورة مباشرة

المسجد النبوي _ تصوير ثلاثي الأبعاد

Madina Mosque 3D view

الرئيسية
 رحمته (صلى الله عليه وسلم)

وفيه عشرة فصول

الفصل الأول: رحمته  (صلى الله عليه وسلم) بالصبيان

الفصل الثاني: رحمته  (صلى الله عليه وسلم) بالجواري والبنات

الفصل الثالث: رحمته  (صلى الله عليه وسلم) بالأيتام

الفصل الرابع: رحمته  (صلى الله عليه وسلم) بالأرامل

الفصل الخامس: رحمته  (صلى الله عليه وسلم)  بالنساء

الفصل السادس: رحمته  (صلى الله عليه وسلم) بالشيوخ والضعاف

وذوي الحاجات

الفصل السابع: رحمته  (صلى الله عليه وسلم)  بأهله

الفصل الثامن: رحمته  (صلى الله عليه وسلم) بالسائل و المسكين

الفصل التاسع: رحمته  (صلى الله عليه وسلم) بالخدم والعبيد

الفصل العاشر:رحمته  (صلى الله عليه وسلم) بأصحابه و أمته

 

 

 

رحمته صلى الله عليه وسلم بالصبيان

إن الصبيان أحق بالرحم. ولكن بعض الناس كانوا لايرحمونهم في الجاهلية, وقد بلغوا في قسوة القلب مبلغاً لا يتصور فوقه. حتى كانوا يقتلون أولادهم بأيديهم و لايبالون. و تخلص من القرآن الكريم أنهم كانوا يقتلون الأولاد لثلاثة أسباب:

(1) كان بعضهم يقتلون أولادهم قرباناً لآلهتهم.كان الرجل يحلف بالله: لئن ولد له كذا وكذا من الذكور لينحرن أحدهم, و إلى ذلك أشارالقرآن الكريم بقوله "وكذلك زين لكثير من المشركين قتل أولادهم شركاءهم ليردوهم و ليلبسوا عليهم دينهم".[1]

ثم قال: "قد خسر الذين قتلوا أولادهم سفهاً بغير علم.[2]

(2) بعضهم كانوا يقتلون أولادهم نتيجة فقرهم أو خوف الفقر و الجوع.

يقول تعالى، "ولاتقتلوا أولادكم من إملاق، نحن نرزقكم و إياهم".[3]

ونهى بأشد تأكيد من ذلك, فقال: "ولاتقتلوا أولادكم خشية إملاق، نحن نرزقهم وإياكم، إن قتلهم كان خطأً كبيراً".[4]

وقد صرح رسول الله (صلى الله عليه وسلم)  أن هذا من أكبر الكبائر و أعظم الذنوب. عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه سألت النبي  (صلى الله عليه وسلم)  : أي الذنب أعظم:؟ قال "أن تجعل لله نداً، وهو خلقك".

قال ثم أي: قال "أن تقتل ولدك خشية أن يأكل معك".

 

قال ثم أي: قال: "أن تزاني حليلة جارك"(1).

(3) أن بعضهم كانوا يئدون بناتهم للعار, وسيأتي تفصيل ذلك في الفصل الثاني إن شاء الله تعالى- وقتل الأطفال لم يكن مقصوراً على العرب بل كان فاشياً في العالم البشري كله- بأي سبب كان القتل، فإن رسول الرحمة (صلى الله عليه وسلم)  قد نهى عن ذلك كله و شدد في ذلك.

حتى كره العزل, وقال "ذلك الوأد الخفي" .[6]

وكان إذا بايع بايع على الكف عن قتل الأولاد سواء في ذلك الرجل والمرأة,ودليل ذلك ما أخرج البخاري و غيره عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله  (صلى الله عليه وسلم)  "كان يمتحن من هاجر إليه من المؤمنات بهذه الآية، بقول الله تعالى: "ياأيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك" إلى قوله "غفور رحيم" قال عروة: قالت عائشة: فمن أقر بهذا الشرط من المؤمنات قال لها رسول الله  (صلى الله عليه وسلم)  "قد بايعتك" كلاماً، فلا والله ما مست يده يد امرأة قط في المبايعة، ما يبايعهن إلا بقوله: "قد بايعتك على ذلك".[7]

وعن عبادة بن الصامت أن رسول الله  (صلى الله عليه وسلم)  قال: وحوله عصابة من أصحابه _ "بايعوني على أن لا تشركوا بالله شيئاً، ولا تسرقوا، ولا تزنوا ولا تقتلوا أولادكم، ولا تأتوا ببهتان تفترونه بين أيديكم و أرجلكم، ولاتعصوا في معروف، فمن وفى منكم فأجره على الله، ومن أصاب من ذلك شيئاً فعوقب به في الدنيا فهو كفارة له، ومن أصاب من ذلك شيئاً ثم ستره الله فهو إلى الله، إن شاء عفا عنه، وإن شاء عاقبه, فبايعناه على ذلك.[8]

فالفضل في النهي عن قتل الأولاد يرجع بعد الله إلى نبي الرحمة  (صلى الله عليه وسلم) ، قد أقر العالم البشري بفضل محمد  (صلى الله عليه وسلم)  هذا على الإنسانية. ففي دائرة المعارف للأديان والأخلاق:

As a Moral Reformer Muhammad has to his credit the abolition of infanticide[9]

أي يرجع الفضل الأكبر في القضاء على عادة قتل الأطفال إلى محمد المصلح للأخلاق. في هذا المجتمع القاسي الذي يقتل ولده بيده جاء نبي الرحمة (صلى الله عليه وسلم) , و نهى عن كل ما يسيئ إلى الأولاد، و عامل الأطفال و الصبيان بلطف و رفق و رحمة وشفقة، كان يقبّل الصبيان و يشمهم و يداعبهم و يمازحهم و يُلعبهم، و يسبقهم بالسلام و يردفهم, ولم ينسهم مع تلك المسئوليات العظام، التي ألقيت عليه من العزيز العلام, وهو مبعوث الحق إلى الخلق ليبلغ رسالات السماء إلى الأرض.

فعن أنس بن مالك قال قال رسول الله  (صلى الله عليه وسلم) :وُلد لي الليلة غُلامٌ، فسميتة باسم أبي، إبراهيم عليه السلام، ثم دفعه إلى أم سيف، امرأة قين يقال له أبو سيف، فانطلق يأتيه و اتبعته، فانتهينا إلى أبي سيف، وهو ينفخ بكيره قد امتلأ البيت دخاناً، فأسرعت المشي بين يدي رسول الله  (صلى الله عليه وسلم)  فقلت: يا أبا سيف! أمسك، جاء رسول الله  (صلى الله عليه وسلم) ، فأمسك, فدعا النبي  (صلى الله عليه وسلم)  بالصبي، فضمه إليه، وقال ماشاء الله أن يقول.[10]

وفي رواية عنه قال: ما رأيت أحداً كان أرحم بالعيال من رسول الله  (صلى الله عليه وسلم) ، قال: كان إبراهيم مسترضعاً له في عوالي المدينة، فكان ينطلق و نحن معه، فيدخل البيت و إنه ليُدَّخَن، وكان ظئره قيناً فيأخذه فيقبله، ثم يرجع.[11]

وعن عائشة رضي الله عنها قالت: جاء أعرابي إلى النبي  (صلى الله عليه وسلم)  فقال تقبّلون الصبيان؟ فما نقبلهم، فقال النبي  (صلى الله عليه وسلم) "أو أملك لك أن نزع الله من قلبك الرحمة"[12].

وفي روايةعنها قالت: قدم ناس من الأعراب على رسول الله  (صلى الله عليه وسلم)  فقالوا أتقبلون صبيانكم؟ فقالوا: نعم، فقالوا: لكنا، والله ما نقبل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أو أملك إن كان الله نزع منكم الرحمة[13].

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن الأقرع بن حابس أبصر النبي صلى الله عله وسلم يقبل الحسن، فقال إن لي عشرة من الولد، ما قبلت واحداً منهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إنه من لا يرحم لا يرحم".

هذا لفظ مسلم، وفي رواية البخاري: فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال: من لا يرحم لا يرحم[14].

أي نظر إليه نظرة حيرة و استعجاب، بل نظرة عتاب و استنكار، أب لعشرة أبناء، زهور نضرة و أوراد مفتحة، هي لا محالة ذابلة إن افتقدت من يتعهدها، و حرمت من يسقيها، فكان الأحرى بك أن تضم هذا أو تشم هذا فإذا بك لم تقبل هذا ولا هذا فأي رجل أنت و أي أب أنت؟

وكان ينهى عن تعذيبهم أي نوع من التعذيب فنهى عن الغمز بالعذرة, وكانوا يفعلونه, فقال لا تعذبوا صبيانكم بالغمز من العذرة.[15]

وكان صلى الله عليه وسلم يعطي أول الثمر أصغر من عنده من الصبيان، يقول أبوهريرةt: كان الناس إذا رأوا أول الثمر جاءوا به إلى النبي صلى الله عليه وسلم, فإذا أخذه رسول الله  (صلى الله عليه وسلم)  قال: "أللهم بارك لنا في ثمرنا......."قال ثم يدعو أصغر وليد له فيعطيه ذلك.[16]

وكان من عادته صلى الله عليه وسلم أن يقدم من على يمينه في العطاء وغيره سواء عنده في ذلك الصغير والكبير حتى يستأذن الصبي الذي على يمينه إذا أراد أن يعطي الكبير، فقد ذكر سعد بن سهل الساعديt أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتي بقدح فشرب منه, وعن يمينه غلام أصغر القوم, والأشياخ عن يساره، فقال: يا غلام أتاذن لي أن أعطيه الأشياخ، قال: ما كنت لأوثر بفضلي منك أحداً يا رسول الله، فأعطاه إياه.[17]

ومن مظاهر رحمته (صلى الله عليه وسلم)  بالصبيان أنه كثيراً ما يردف الصبيان على دابته, وورد في ذلك أحاديث, منها: قال عبد الله بن جعفر: كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم)  إذا قدم من سفر تُلقيّ بصبيان أهل بيته، قال: و إنه قدم من سفر فسيق بي إليه، فحملني بين يديه ثم جيء بأحد ابني فاطمة، فأردفه خلفه, قال: فأدخلنا المدينة، ثلاثة على دابة.[18]

وكان لا يملك عينه إذا مات الصبي، وفي حديث أنس المتقدم في إبراهيم بن النبي صلى الله عليه وسلم قال أنس في آخر الحديث: لقد رأيته وهو يكيد بنفسه(4) بين يدي رسول الله  (صلى الله عليه وسلم) : فدمعت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال "تدمع العين و يحزن القلب ولانقول إلا ما يرضي ربنا، والله يا إبراهيم إنا بك لمحزونون".5

وفي رواية البخاري: فجعلت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم تذرفان، فقال له عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه: وأنت يا رسول الله؟ فقال:" يا ابن عوف إنها رحمة" ثم أتبعها أخرى, فقال صلى الله عليه وسلم: إن العين تدمع فذكر نحوه.[19]

وعن أسامةبن زيدرضي الله عنهماقال:أرسلت بنت النبي (صلى الله عليه وسلم) : إن ابناً لي قبض فأتنا، فأرسل يقرئ السلام، ويقول: "إن لله ماأخذ وله ما أعطى و كل عنده بأجل مسمى، فلتصبر و لتحتسب"، فأرسلت إليه تقسم عليه ليأتينها.فقام ومعه سعد بن عبادة، ومعاذ بن جبل و أبي بن كعب، و زيد بن ثابت، ورجال، فرفع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصبي، و نفسه تتقعقع، قال: حسبته أنه قال:كأنها شنّ,ففاضت عيناه،فقال سعد: يا رسول الله ! ما هذا؟ فقال: "هذه رحمة جعلها الله في قلوب عباده، و إنما يرحم الله من عباده الرحماء".[20]

حتى إنه  (صلى الله عليه وسلم)  قد قال "جعلت قرة عيني في الصلاة".[21] رغم ذلك كله كان إذاقام إلى الصلاةو الناس خلفه و سمع بكاء الصبي خفف صلاته،فقدروى البخاري عن أبي قتادةtعن النبي  (صلى الله عليه وسلم)  قال: "إني لأقوم في الصلاة أريد أن أطول فيها فأسمع بكاء الصبي، فأتجوز في صلاتي، كراهية أن أشق على أمه.[22]

انظر إلى ما كان عليه النبي  (صلى الله عليه وسلم)  من الخشوع في الصلاة، ومناجاة الله، فكم كان يود أن يطول فيها وهي قرة عينه، ليزاد لذة بمناجاة الله "إذ أن نبرات الصبي على ضعفها قد اخترقت ذلك الملكوت السامي عبر أثير رحمته  (صلى الله عليه وسلم) ، وصولاً إلى قلبه المحوّم حول عرش الرحمن تباركت أسماءه، عائدة به إلى التجوز، فرقاً على الصبي، و كراهية المشقة على أمه - ليت الآباء يتعلمون حقيقة الرحمة على الأبنـاء، و ليت الأزواج يتعلمون حقيقة الرحمة بأمهات أطفالهم، و ليت دعاة الخير و قائدي الركب إلى الله تبارك و تعالى يعون حقيقة الدعوة و معنى الرحمة فيها.[23]

هذا، فانظر إلى صورة أخرى رائعة لرحمته  (صلى الله عليه وسلم)  بالصبيان وهو في الصلاة. ها هي الصبية أمامة بنت أبي العاص، بنت زينب بنت رسول الله  (صلى الله عليه وسلم) ، تسعى إلى جدها الرحيم الرسول الكريم  (صلى الله عليه وسلم)  وهي تنجذب إليه كما ينجذب السمك إلى الماء، وقد حان وقت الصلاة وهو يريد أن يصلي بالناس, فأراد أن ينحيها عنه لساعة حتى ينصرف من الصلاة إذ تغلبه الرحمة والحنان و إذا بأمامة على عاتقه وهو إمام للناس. يشهد بذلك أبو قتادة فيقول: رأيت النبي  (صلى الله عليه وسلم)  يؤم الناس و أمامة بنت أبي العاص على عاتقة، فإذا ركع وضعها، وإذا رفع من السجود أعادها.[24]

وهل هناك أعظم رحمة من هذا بالصبيان؟

وكان يسلم عليهم و يسبقهم بالسلام رحمة بهم و شفقةً عليهم.

عن أنس أنه مرّ على صبيان فسلم عليهم, وقال: كان النبي  (صلى الله عليه وسلم)  يفعله.[25]

وعنه أن رسول الله  (صلى الله عليه وسلم)  مر على غلمان لهم فسلم عليهم.[26]

وفي رواية أبي داؤد أتى رسول الله (صلى الله عليه وسلم)  على غلمان يلعبون فسلم عليهم.[27]

وفي رواية لابن ماجه عنه أنه قال أتانا رسول الله  (صلى الله عليه وسلم)  ونحن صبيان فسلّم علينا.[28]

وكان  (صلى الله عليه وسلم)  يمازح الصبيان و يداعبهم و ينبسط إليهم استمالة لقلوبهم و إدخال السرور فيها.

فعن أنس رضي الله عنه قال: إن كان النبي صلى الله عليه وسلم ليخالطنا، حتى يقول لأخ لي صغير "يا أبا عمير ما فعل النغير، وكان له نغير(1) يلعب به فمات.(2)

ومن فوائد هذا الحديث الواضحة مما لا تكلف فيه شفقة النبي صلى الله عليه وسلم ورحمته بالصبيان، ولا سيما وقد راعى فيه السجع، مما زاد استمالة لقلبه.(3)

وكان صلى الله عليه وسلم من أول يوم أن ولد الصبي يرحمه، ويعطف عليه, فكان يحنكه إذا وُلد، ورد في ذلك أحاديث كثيرة لا أذكرها مخافة الإطالة.(4)

وكان حنوناً ودوداً. تجلت فيه العواطف الإنسانية والمشاعر اللطيفة في أسمى مظاهرها.

فكان يجلس الصبيان في حجره فيبول أحدهم على ثوبه فلا يظهر الكراهية.(5)

وكان كثيراً ما يمسح رؤوس الصبيان و يدعو لهم بالبركة:

فعن السائب بن يزيد قال: ذهبت بي خالتي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقالت يا رسول الله! إن ابن اختي وجع، فمسح رأسي و دعا لي بالبركة.(6)

 

وعن أسامة بن زيد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يأخذه والحسن فيقول، أللهم إني أحبهما فأحبهما.[29]

وعنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأخذني فيقعدني على فخذه، و يقعد الحسن بن علي على فخذه الآخر، ثم يضمهما، ثم يقول: اللهم ارحمهما فإني أرحمهما.[30]

وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لفاطمة: ادعي لي ابنيَّ (يعني الحسن والحسين y) فيشمهما و يضمهما إليه.[31]

ودعا سبطه حسن بن علي مرة، فجاء يشتد، فوقع في حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم أدخل يده في لحيته، ثم جعل النبي صلى الله عليه وسلم يفتح فاه فيدخل فاه في فيه.[32]

وعن البراء قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم والحسن بن علي على عاتقه يقول: اللهم إني أحبه فأحبه[33].

وعن يعلى بن مرة أنه قال: خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ودعينا إلى طعام,فإذا حسين يلعب في الطريق,فأسرع النبي صلى الله عليه وسلم أمام القوم ثم بسط يديه, جعل الغلام يفر ههنا و ههنا و يضاحكه النبي صلى الله عليه وسلم حتى أخذه، فجعل إحدى يديه في ذقنه والأخرى في رأسه، ثم اعتنقه، ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم حسين منى و أنا من حسين. أحب الله من أحب حسيناً. الحسين سبط من الأسباط[34].

وعن بريدة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطبنا, إذ جاء الحسن والحسين (عليهما السلام) عليهما قميصان أحمران يمشيان و يعثران فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم من المنبر فحملهما و وضعهما بين يديه ثم قال: صدق الله: إنما أموالكم و أولادكم فتنة" نظرت إلى هذين الصبيين يمشيان و يعثران فلم اصبر حتى قطعت حديثي و رفعتهما[35].

وفي الشفقة على الحسنين أحاديث عديدة تركناها اختصاراً. وكان صلى الله عليه وسلم لم يكن رحيماً بذاته بالصغار فحسب، بل كان يود أن تسري هذه الرحمة في الناس أجمعين, حتى قال كما روى عنه عبدالله بن عمروبن العاص"ليس منا من لم يرحم صغيرنا، و يعرف شرف كبيرنا[36].

ولما رجع المسلمون من غزوة مؤتة و دنوا من المدينة تلقاهم رسول الله  (صلى الله عليه وسلم) والمسلمون،ولقيهم الصبيان يشتدون،ورسول الله  (صلى الله عليه وسلم)  مقبل مع القوم على دابة، فقال: خذوا الصبيان فاحملوهم، أعطوني ابن جعفر، فأتي بعبد الله فأخذه فحمله بين يديه.[37]

وعن جابربن سمرةرضي الله عنهماقال،صليت مع رسول الله  (صلى الله عليه وسلم)  صلاة الأولى, ثم خرج إلى أهله, و خرجت معه، فا ستقبله ولدان، فجعل يمسح خدي أحدهم واحداً واحداً، قال: و أما أنا فمسح خدي قال: فوجدت ليده برداً أو ريحاً كأنما أخرجها من جؤنة عطار.[38]

إذن فرحمة رسول الله صلى الله عليه وسلم للأطفال لم تكن تقتصر على أطفاله خاصة، و إنما احتضنت عامة الأطفال الذين أسعدتهم أقدارهم بوجود رسول الله صلى الله عليه وسلم بينهم, و ها هي قطرة من فيض رحمته صلى الله عليه وسلم تملأ القلوب عبقاً، و تملأ النفوس سكوناً، وتملأ العقول هدى و تفيض على الكون رحمة و حناناً.[39]

 

--------------------------------------------------------------------------------

[1] الأنعام،138

[2] الأنعام،141

[3] الأنعام، 152

[4]الإسراء 31

[5] انظر صحيح البخاري رقم 4477: 6001. 6811,6861، 7520،7532 ومسلم رقم (86)

[6] صحيح مسلم رقم (1442 )

[7] صحيح البخاري رقم 4891، ومسلم 1866

[8] صحيح البخاري رقم 18 وانظر صحيح مسلم (1709/42)

[9] Encyclopaedia of Religion and Ethics, Vol. 8, P. 876

[10] صحيح مسلم رقم (2315)

[11] صحيح مسلم رقم (2316)

[12]صحيح البخاري رقم 5998

[13] صحيح مسلم رقم (2317)

[14] صحيح البخاري رقم 5997 و مسلم (2318 واللفظ له

[15] صحيح البخاري رقم 5696 ومسلم رقم (1577)

العُذرة، وجع الحلق وهو الذي يسمى سقوط اللهاة (الفتح 10/204) الغمز: وهو أن تسقط اللهاة فتُغمز باليد أي تكبس (النهاية 3/385) والعذرة : وجع في الحلق يهيج من الدم، و قيل هي قرحة تخرج في الخرم الذي بين الأنف والحلق تعرض الصبيان عند طلوع العذرة (النهاية 3/198)

[16] مسلم رقم (1373)

[17] البخاري رقم 2351 وفي مواضع عديدة ومسلم رقم (2030)

[18] ومسلم رقم (2428)

4كاد بنفسه : جاد بنفسه , أي قارب أن يموت .

5مسلم رقم( 2315)

[19] البخاري رقم 1303

[20] البخاري رقم 1284

[21] مسند أحمد 3/128و3/285 وسنن النسائي رقم 3391- 3392, قال الألباني : حسن صحيح , وقال الشيخ سعبيب إسناده حسن .

[22] صحيح البخاري رقم 707 و 868

[23] واحة الخلق العظيم- الرحمة ص 85

[24] صحيح البخاري رقم 516 و مسلم رقم (543)

[25] صحيح البخاري رقم 6247

[26] صحيح مسلم رقم (2168)

[27] سنن أبي داؤد رقم 5202 وقال الألباني صحيح .

[28] سنن ابن ماجه رقم :3700 وصححه الألباني .

(1) والنغير : طائر يشبه العصفور أحمر المنقار , انظر الفتح 10/703

(2) صحيح البخاري رقم 6129و 6203، و مسلم رقم (2150) و أبو داؤد رقم 4969 و الترمذي رقم 1989، وابن ماجه 3720 و أحمد في مسنده من طرق انظر 3/115

(3) وانظر فوائد الحديث مستوفاة في فتح الباري (10/703)

(4) انظر على سبيل المثال صحيح مسلم 2144-2147

(5)صحيح البخاري رقم 223و صحيح مسلم رقم 287

(6)صحيح البخاري رقم 190وصحيح مسلم رقم 2345

1 البخاري رقم3735 و 3747.

[30] البخاري رقم 6003.

[31] جامع الترمذي، رقم 3772, وقال هذا حديث غريب من هذا الوجه من حديث أنس وضعفه الألبالي .

[32] الأدب المفرد للبخاري، رقم 1183 وحسنه الألباني في صحيح الأدب المفرد ص 460

[33] البخاري رقم 3749

[34] أحمد في المسند 4/172 , والبخاري في الأدب المفرد رقم 364 واللفظ له وابن ماجه رقم 144 وأخرجه الترمذي مختصرًا وحسنه, قال البوصيري : هذا إسناد حسن ,رجاله ثقات وحسنه الألباني .

[35]جامع الترمذي رقم 3774 , وقال الترمذي : حسن غريب , وقال الألباني : صحيح .

[36] الترمذي رقم 1920 وقال حسن صحيح، و أبو داؤد رقم 4943 و عنده حق بدل شرف , صححه الألباني .

[37] ابن هشام في السيرة النبوية 4/22 و الطبري في تاريخه 2/152.

[38] صحيح مسلم رقم 2329

[39] واحة الخلق العظيم - الرحمة، ص 82 بتصرف