Get Adobe Flash player

رسالة اليوم من هدي الرسول

عن ابن عمر وعائشة (رضي الله عنهما) قالا: لم يرخص في أيام التشريق أن يصمن إلا لمن لم يجد الهدي. رواه البخاري. يعني من عليه صيام ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجع

البحث

كتاب الرحمة في حياة الرسول

شاهد مكة المكرمة مباشرة

إقرأ مقالا من أكبر كتاب في العالم

إبحث عن محتويات الموقع

شاهد المدينة المنورة مباشرة

المسجد النبوي _ تصوير ثلاثي الأبعاد

Madina Mosque 3D view

الرئيسية
محمد رسول الله

4- من حقوق الأبناء دعا النبيُّ (صلى الله عليه وسلم) إلى حسنِ التربيةِ والتنشئةِ للأبناءِ، حتى يكونوا شبابًا صالحين، ورجالًا مخلصين لدينهم ووطنِهم وأمتِهم. قالَ (صلى الله عليه وسلم): «ليسَ منا من لم يرحمْ صغيرَنا، ويعرفْ شرفَ كبيرِنا»([i]). وقالَ (صلى الله عليه وسلم): «مُروا أبناءكم بالصلاةِ لسبعٍ، واضربوهم(*) عليها لعشرٍ، وفرِّقوا بينهم في المضاجعِ»([ii]). وعن النبيِّ (صلى الله عليه وسلم) قالَ: «ما نَحَلَ والدٌ ولدًا من نَحْلٍ أفضلَ من أدبٍ حسنٍ»([iii]). وكانَ (صلى الله عليه وسلم) يعلمُ الأطفالَ آدابَ الطعامِ والشرابِ فقالَ مرةً لأحدِهم: «يا غلام! سمِّ اللهَ، وكُل بيمينكَ، وكلْ مما يليكَ»([iv]). وخصَّ النبيُّ (صلى الله عليه وسلم) تربيةَ البناتِ بفضائلَ منها ما روتْهُ عائشةُ ل قالتْ: دخلتْ عليَّ امرأةٌ ومعها ابنتانِ تسألُ، فلمْ تجدْ عندي شيئًا غيرَ تمرةٍ واحدةٍ، فأعطيتُها، فَقَسَمتْها بين ابنتيها ولم تأكل منها شيئًا، ثم قامتْ فخرجتْ، فدخلَ علينا النبيُّ غ فأخبرتُهُ فقالَ: «من ابتُلي من هذه البناتِ بشيءٍ فأحسنَ إليهنَّ كنَّ له سترًا من النارِ»([v]). ولفظُ الترمذيِّ: «من ابتُلي بشيءٍ من البناتِ فصبرَ عليهنَّ، كنَّ له حجابًا من النارِ»([vi]).

وقالَ (صلى الله عليه وسلم): «من عالَ جاريتينِ حتى تبلغا، جاء يومَ القيامةِ أنا وهو» وضمَّ أصابِعَهُ([vii]).

وقالَ (صلى الله عليه وسلم): «منْ كانَ له ثلاثُ بناتٍ، أو ثلاثُ أخواتٍ، أو بنتان، أو أختان فأدبهنَّ، وأحسنَ إليهنَّ، وزوجهنَّ فله الجنةُ»([viii]).

بل كانَ (صلى الله عليه وسلم) إذا دخلتْ عليه ابنتهُ فاطمةُ قامَ إليها فقبّلها وأجلسَها في مجلسِهِ([ix]).

ومنَ الحقوقِ التي قرَّرها النبيُّ (صلى الله عليه وسلم) للأبناءِ حقُّهم في مالِ أبيهم فقد أرادَ سعدُ بنُ أبي وقاصٍ ت أنْ يتصدقَ بثلثيْ مالِهِ، فقالَ له النبيُّ غ: «لا»، قالَ: فالثلثُ يا رسولَ اللهِ؟ فقالَ رسولُ اللهِ (صلى الله عليه وسلم): «الثلثُ، والثلثُ كثيرٌ إنك إنْ تذرَ ورثَتَكَ أغنياءَ خيرٌ من أنْ تذرَهم عالةً(*) يتكفَّفون الناسَ(**)»([x]).

* * *

5- من حقوق الأطفال

الطفولةُ هي سرُّ الحياةِ ومتعةُ الزمانِ، وهبةُ الخالقِ التي لا يعرفُ قدرَها إلا مّن حُرِمَها، وبذلَ في تحصيلِها كلَّ نفيسٍ، وإنَّ رعايةَ الأطفالِ ورحمتَهم والعنايةَ والرفقَ بهم مما حثَّ عليه النبيُّ (صلى الله عليه وسلم) وقرّره ومدحَ متعاطيَهُ، فقد وَفَدَ ناسٌ من الأعرابِ على رسولِ اللهِ (صلى الله عليه وسلم) ، فقالوا: أتقبّلونَ صبيانَكُم، قالوا: نعم، فقالوا: لكنا واللهِ ما نقبّلُ صبيانَنا، فقالَ رسولُ اللهِ (صلى الله عليه وسلم): «أوَأملِكُ إنْ كانَ اللهُ قد نَزَعَ الرحمةَ منكم؟»([xi]).

وكانَ (صلى الله عليه وسلم) يذهبُ إلى أعالي قرى المدينةِ، حيثُ كانَ ابنهُ إبراهيمُ يستكملُ رَضَاعَهُ هناك، فكانَ يذهبُ إليه من أجلِ أنْ يقبّلهُ، ثم يرجعُ([xii]).

ولما ماتَ ابنُ ابنةِ النبيِّ (صلى الله عليه وسلم) فاضتْ عيناه، فقالَ له سعدُ بنُ عبادةَ: ما هذا يا رسولَ اللهِ؟ قالَ: «إنها رحمةٌ جعلها اللهُ في قلوبِ عبادِهِ، وإنما يرحمُ اللهُ من عبادِهِ الرحماءَ»([xiii]).

وعن أنسٍ ت أنَّ النبيَّ (صلى الله عليه وسلم) كان يزورُ الأنصارَ، ويسلّمُ على صبيانِهم ويمسحُ رؤوسَهم([xiv]).

وكانَ (صلى الله عليه وسلم) يصلي وهو حاملٌ أمامةَ بنتَ ابنتهِ زينبَ، فإذا قامَ حمَلَهَا، وإذا سَجَدَ وضَعَها([xv]).

وقالَ (صلى الله عليه وسلم): «من فرَّق بين والدةٍ وولدِها، فرَّق اللهُ بينه وبين أحبتهِ يومَ القيامةِ»([xvi]).

وسمحَ النبيُّ (صلى الله عليه وسلم) للأطفالِ بالجلوسِ في مجالسِ الكبارِ وجعلَ لهم من الحقِّ مثلَ ما لغيرِهم من الجلوسِ، فعن سهلِ بن سعدٍ الساعديِّ أنَّ رسولَ اللهِ (صلى الله عليه وسلم) أُتي بشرابٍ فشربَ منه، وعن يسارِهِ أشياخٌ وعن يمينه غلامٌ، فقالَ للغلامِ: «أتأذنُ لي أنْ أعطيَ هؤلاءِ؟» لأنَّ السنةَ أنْ يبدأَ من اليمينِ، فقالَ الغلامُ وكانَ ذكيًّا: لا واللهِ، لا أوثرُ بنصيبي منك أحدًا، فوضعَ رسولُ اللهِ (صلى الله عليه وسلم) الإناءَ في يدِهِ([xvii]).

وأثبتَ النبيُّ غ للطفلِ حقَّهُ في الميراثِ بمجردِ اكتمالِ ولادتِهِ، وانفصالِهِ عن أمِّهِ حيًّا.

وقدّر (صلى الله عليه وسلم) مشاعرَ الأطفالِ فزارهم في بيوتهم وواساهم وتلطفَ معهم ومسحَ رؤوسَهم، وعقدَ بينهم المسابقاتِ وأتحفهم بالطُّرفِ والهدايا.

* * *

6- من حقوق الخدم

إنَّ مقياسَ الحضارةِ الحقيقيَّ لأيِّ أمةٍ هو تعاملُها مع الفقراءِ والضعفاءِ ومَنْ لا حيلةَ له في الوصولِ إلى المسؤولين وأصحابِ القرارِ.

ومن هؤلاءِ الخدمُ الذي يعملونَ في البيوتِ عند الأغنياءِ والكبراءِ، فقد أعطاهم الرسولُ (صلى الله عليه وسلم) حقوقَهم كاملةً، واستمعَ إلى شكاتِهم وآرائِهم، وقدّرهم غايةَ التقديرِ، والدليلُ على ذلك ما رواه أنسُ بنُ مالكٍ ت قالَ: خدمتُ رسولَ اللهِ (صلى الله عليه وسلم)عشرَ سنين، فما قالَ لي: أفٍّ، قطُّ، وما قالَ لشيءٍ فعلتُه: لم فعلتَه. ولا لشيءٍ لم أفعلْه: ألا فعلتَ كذا([xviii]).

وكانت الأَمةُ من إماءِ المدينةِ تأخذُ بيدِهِ غ فتنطلقُ به حيثُ أرادتْ في حاجتِها([xix]).

وحذَّر النبيُّ (صلى الله عليه وسلم) من إيذاءِ الخادمِ وإنْ كانَ عبدًا مملوكًا، بل إنه جعلَ إيذاءَهُ سببًا في حريتِهِ، فقالَ (صلى الله عليه وسلم): «من لَطَم مملوكًا له، أو ضربَهُ، فكفارتُهُ أن يعتقَهُ»([xx]).

وعنْ أبي مسعودٍ الأنصاريِّ قالَ: كنتُ أضربُ غلامًا لي بالسوطِ، فسمعتُ من خَلْفِي صوتًا: «اعلمْ أبا مسعودٍ» فلمْ أفهمْ الصوتَ من الغضبِ. فلما دنا مني إذا هو رسولُ اللهِ (صلى الله عليه وسلم) فقال: «اعلمْ أبا مسعودٍ، اعلمْ أبا مسعودٍ»، قال: فألقيتُ السوطَ من يدي، فقالَ: «اعلمْ أبا مسعودٍ أنَّ الله تباركَ وتعالى أقدرُ عليك منك على هذا الغلام»، قلتُ: لا أضربُ مملوكًا بعده أبدًا. وفي روايةٍ قالَ: يا رسولَ اللهِ! هو حُرٌّ لوجهِ اللهِ. فقالَ رسولُ اللهِ (صلى الله عليه وسلم): «أما لو لم تفعلْ للفَحَتْك النارُ ـ أو لمسَّتْك النارُ ـ»([xxi]). أي أنَّ تحريرَك له واجبٌ عليك وليسَ تفضلًا منك لأنك ضربتَهُ بالسوطِ، وبهذا الأسلوبِ حاربَ النبيُّ (صلى الله عليه وسلم) الرقَّ وحرّر كثيرًا من العبيدِ.

وحرَّم تكليفَهم من العملِ ما لا يُطيقون، فقالَ (صلى الله عليه وسلم): «للمملوكِ طعامُهُ وكسوتُهُ ولا يكلَّفُ من العملِ إلا ما يُطيقُ»([xxii]).

وجاءَ رجلٌ إلى النبيِّ (صلى الله عليه وسلم) فقالَ: يا رسولَ اللهِ! كم أعفو عن الخادمِ؟ قال: «كلَّ يومٍ سبعينَ مرةً»([xxiii]).

* * *

 

--------------------------------------------------------------------------------

(*) واضربوهم: أي ضربًا خفيفًا بالقلم والسواك ونحوه.

(*) عالة: فقراء.

(**) يتكففون الناس: يسألونهم ما يكفيهم.

 

--------------------------------------------------------------------------------

1- رواه الترمذي (1843)، وأحمد (6445).

2- رواه أبو داود (418)، وأحمد (6467).

3- رواه الترمذي (1875)، وأحمد (16118).

4- رواه البخاري (4957)، ومسلم (3767).

5- رواه البخاري (1329)، ومسلم (4763).

6- رواه الترمذي (1836)، وأبو داود (4481).

7- رواه مسلم (4765).

8- رواه الترمذي (1839).

9- رواه الترمذي (3807).

10- رواه البخاري (1213)، ومسلم (3076).

11- رواه البخاري (5539)، ومسلم (4281).

12- رواه مسلم (4280).

13- رواه البخاري (5223)، ومسلم (1531).

14- رواه ابن حبان (459).

15- رواه البخاري (486)، ومسلم (844).

16- رواه الترمذي (1491)، وأحمد (22401).

17- رواه البخاري (2271)، ومسلم (3786).

18- رواه البخاري (5578)، ومسلم (4269).

19- رواه البخاري (5610).

20- رواه مسلم (3130).

21- رواه مسلم (3135).

22- رواه مسلم (3141).

23- رواه أبو داود (4496)، والترمذي (1872).