Get Adobe Flash player

رسالة اليوم من هدي الرسول

(هديه عند النوم) كان من هدي النبي (صلى الله عليه وسلم) إذا أوى إلى فراشه كل ليلة يجمع كفيه ويقرأ "قل هو الله أحد" و"المعوذتين" وينفث حال قراءته ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده يبدأ بهما على رأسه ووجهه وما أقبل من جسده الشريف، يفعل ذلك ثلاث مرات. متفق عليه. فهذا من الاستعاذات النبوية، ويحسن تعليمها الصغار تحصينا لهم، ولو بقراءة هذه السور قبل نومهم.

البحث

كتاب الرحمة في حياة الرسول

شاهد مكة المكرمة مباشرة

إقرأ مقالا من أكبر كتاب في العالم

إبحث عن محتويات الموقع

ننصحك بقراءة هذا الإصدار

شاهد المدينة المنورة مباشرة

المسجد النبوي _ تصوير ثلاثي الأبعاد

Madina Mosque 3D view

الرئيسية
(لطفه صلى الله عليه وسلم)

لطفه بصحابته ومداعبته لهم.. عن أنس رضي الله عنه أن رجلاً من أهل البادية كان اسمه زاهرآ, وكان يهدي النبي صلى الله عليه وسلم من البادية فيجهزه رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يخرج فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :(أن زاهراً باديتنا ونحن حاضروه) وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحبه وكان رجلاً دميماً فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم يوماً وهو يبيع متاعه فاحتضنه من خلفه وهو لا يبصر, فقال الرجل:أرسلني من هذا؟ فالتفت فعرف النبي صلى الله عليه وسلم فجعل يلصق ظهره ببطن النبي صلى الله عليه وسلم حين عرفه , وجعل النبي صلى الله عليه وسلم يقول :(من يشتري العبد؟ فقال: يا رسول الله إذا والله تجدني كاسداً فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( لكن عند الله لست بكاسد)..
أن من أسباب ازدهار العلاقات الإنسانية تفاصيل صغيره في حجمها عظيمه في تأثيرها ومنها على سبيل المثال:
1(توازن المعاملة بين الأخذ والعطاء)
فهاهو صلى الله عليه وسلم لم يقبل أن يكون في موضع الآخذ وحده, (وإن كانت الأمة ولو اجتمعت على عطيته لم تفه حقه)..
بل نصب ميزانا عادلاً يضمن معه استمرارية مبادلة التعامل البشري, فلا تستقيم الرابطة الإنسانية مهما كان نوعها كرابطة صداقه أو علاقة زوجيه أو نحوها إذا كان أحدهما يخسر والآخر يربح على الدوام,إذ سرعان ما يتوقف الأول ندماً وينسحب الثاني خجلاً..
2( الامتنان) إنه الوجه الجميل والركن الايجابي للشكر, وعلى الرغم من أن الامتنان قد لا يكلف صاحبه شيئاً من المال أو الوقت إلا إنه يعطي العلاقة قوة كبرى فتصبح أعمق رسوخاً وأكثر ثباتاً وأدوم زمانًا وكأن الممتن يقول لصاحب المعروف: إني أقدر جهودك من أجلي وأنا غير مستخف بها, يمكنك أن تبذل المزيد لي لأني أستحق ذلك!!.
3 ( الدعابة):
ويكون أما بإطلاق الطرائف المضحكة أو افتعال المواقف المبهجة, كل ذلك من شأنه أن يشيع جو المرح ويكسر قالب الجمود, ويضخ الدعم في شرايين القلوب المتعبة ويبعث الانسجام بين الأرواح المتنافرة ويذيب جليد التكلف والمصانعة. و لا أدل على ذلك من أن ( خفيف الدم) أي صاحب الشخصية الطريفة يتمتع _في الغالب_ بقبول شعبي وحضور اجتماعي. وإذا كان ذو مهنة تربويه كالتدريس مثلا ًناسب أن تتخلل دروسه بعض التعليقات الطريفة والطرائف القصيرة, فان ذلك يمكنه من قلوب تلامذته, ويروح عن نفوسهم, ولا يسئمون الدرس أو يستطيلون الوقت ,ولا نعد مبالغين أن قلنا أن الدعابة تُقصر عُمر الخلافات الزوجية, بل قد تقضي عليها في المهد..لأن مَن يطلق الدعابة عندما تلوح المشكلة في الأفق, كأنه يقول لزوجه: (أن مابيننا من ميثاق يفوق تلك الخلافات ولأنني أتمتع بصدر رحب, وقلب محب فلن أسمح لتلكم المشكلات بالتأثير على قلبينا ولأن العمر قصير, فلن اقصره أكثر بالاستسلام لتلكم النزاعات).
4 ( دعم ثقة الصاحب بنفسه)
لعل دمامة (زاهر) رضي الله عنه جعلته يتوهم أنه غير مقبول _إلى حد ما_ اجتماعياً عبر عن ذلك بقوله( إذا والله تجدني كاسداً) ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم دفع هذا الوهم ببيان مكانته الجليلة عند من يعلم السر وأخفى, فكانت هذه الإجابة الثمينة كفيلة بأن يدرك فيها زاهر قيمة نفسه وجلالة قدره وهذه تعد وثبه كبرى نحو بناء الذات....

 

لطفه بالصبية الصغار..
عن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الأول, ثم خرج إلى أهله وخرجت معه, فاستقبله ولدان,فجعل يمسح خدي احدهم واحداً واحداً,قال: وأما أنا فمسح خدي ,قال: فوجدت ليده برداً أو ريحاً كأنما أخرجهما من جؤنة عطر) اخرج مسلم/ حـ 4/1814
كنسائم الفجر الندية,ونفحات المسك الزكية, ورياح الربيع السخية, كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لصحابته..بأبي هو وأمي بث الأمان ونشر الألفة, فلم يتفرق الصغار هيبةً له أو فرقاً منه, وبنعومة برد كفيه يمسح وجنات الصبية واحداً تلو الأخر, ليسكب عليهم من نور بركته ويفرق بينهم من فيض رحمته, ويعطر الأجواء بطيب لقاه. إنه موقف تربوي وإنساني رائع خلدته ذاكرة الصبية الصغار, فنقلوه للأجيال بعد, ليستلهموا منه دروساً قيمه في معاملة الصغار, إنها فنون ممتعه وليست مهام شاقة, كل ما يحتاجه الصغار, هو تهيئتهم للخروج إلى عالم الكبار بغرس بذور الثقة في نفوسهم الوجلة, وسقايتها بماء العطف, وتعاهدها بنورٍ من الرعاية والتوجه الهادف...

 

لطفه عند اللقاء..
عن انس بن مالك_رضي الله عنه_قال: ما رأيت رجلا التقم أذن رسول الله صلى الله عليه وسلم فينحي رأسه حتى يكون الرجل هو الذي ينحي رأسه, وما رأيت رجلاً أخذ بيده فترك يده, حتى يكون الرجل هو الذي يدع يده. وفي رواية الترمذي قال:كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا استقبله الرجل فصافحه لا ينزع يده من يده, حتى يكون الرجل الذي ينزع, ولا يصرف وجهه عن وجهه حتى يكون الرجل هو الذي يصرفه, ولم يُر مقدماً ركبتيه بين يدي جليس له..
قال الألباني حسن وهو في الصحيحة رقم( 2845)
هذا الصنيع من رسول الله صلى الله عليه وسلم بتذليل جوارحه مع كل من لقيه لا ندري تحت أي الأخلاق يندرج, أهو من شدة تواضعه لصحابته؟ أم من حسن معشرة؟ أو من جليل تقديره لهم؟ أم من كمال رفقه ولطفه بهم؟.
سيد الأخلاق وخير معلم وطأت قدمه سطح الأرض لقد وضع
أسس علم العلاقات الإنسانية الذي لم تعرفه البشرية إلا حديثاً, وهو أول من قرر ما يسمى بـ (فن التواصل) أو تحديداً أن شئت سمها:( لغة الجسد) التي تعد إحدى الطرق السحرية لجذب القلوب وأسر الأفئدة والشعور بالألفة نحو الآخرين, حتى لو كنت تقابله للمرة الأولى تجعله يشعر أنه يعرفك منذ زمن....
وقد قسم أحد المهتمين بهذا الفن خطوات التواصل إلى خمسة أجزاء:
افتــــــح...
أي قم بتوجيه قلبك نحو الشخص وتأكد عند اللقاء أنه لا يوجد شئ يغطي صدرك(كيديك أو لوح كتابه)واترك يدك في وضع مرئي فهذا من شانه أن يظهر للآخرين أنه لا يوجد لديه ما يخفيه..
انظـــر...
كن أول من يصنع الاتصال بالعين..
ابتســــم...
كن أول من يبتسم ودع ابتسامتك توضح ما لديك من ثقة بالنفس وصدق وحماس سواء أكانت تحيتك بــ أهلاً أو مرحباً فيجب أن تلفظها بنغمه مبهجة وعادة ما تكون المصافحة شيئا ملائما أثناء تبادل الأسماء..
تزامن...
أي أن تبدأ على الفور في المطابقة مابين لغة الجسد وخصائص الصوت عموماً وعليك أن تستدير لتواجه كل شخص تتحدث معه على حده..

 

بتصرف كبير من كتاب ( كيف تتواصل في العمل في 90 ثانيه او اقل)
لـ نيكولاس بوثمان
لطفه ورحمته بالضعفاء من رعيته..
جابر بن عبد الله رضي الله عنه شاب صغير من أبناء صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم,استشهد والده في غزوة أحد , وخلف وراءه ديناً ثقيلاً, وتسعاً من البنات الصغار, هذا فضلا عن الفقر والفاقة.
وإن كان وصفنا لحال جابر , مؤثراً وباعثاً على الشفقة, إلا أن ما يخفف علينا حدة أحزاننا أن أمثال جابر كثير ولا يخلو منهم زمان ومكان,فهل تكرار هذه المعاناة الإنسانية, سبباً في بلادة الحس أو قل ضعف الوازع الإنساني الباعث عادة على التغير ؟؟ هل كثرة قصة ( جابر) تعفينا من واجب المشاركة الوجدانية والمؤازرة الايجابية؟؟
هل نعذر على كثرة مشاغلنا أن نهب لـ( جابر) جزءاً من هذا الشغل؟؟؟
هل يعفى عنا أن اعتذرنا عن حمل هم ( جابر ) لأن ظهورنا تكاد تقصمها الهموم؟؟؟
لنستمع إلى جابر وهو يقص بدايات معاناته والتي شرعت منذ رحيل والده ( رضي الله عنه وأرضاه).
1_لما قتل أبي جعلت أبكي واكشف عن وجهه, فجعل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ينهونني, والنبي صلى الله عليه وسلم لم ينه وقال صلى الله عليه وسلم( لا تبكه مازالت الملائكة تظله بأجنحتها حتى رفع) فتح الباري حـ7 ص 374
لقد كانت صدمة جابر قوية جداً حملته على البكاء,وبدافع من مغالطة الواقع الجديد كان يكشف عن وجه أبيه مما دفع بـ الحاضرين إلى نهيه،أما رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد كان له موقف مختلف , ينم عن قلب رحيم وحس رقيق فقد أشفق على قلب غض طري لشاب صغير كجابر, فتركه يخرج بالبكاء ما يختلج في صدره من ألم وأحزان, ولعله بعدها يسكن قلبه المضطرب وتهدأ جوارحه المفجوعه , ولأن أكثر ما يحزننا على موتانا, هو تفكيرنا فيما يستقبلونه وما ينتظرهم, فإنه لا يوجد ما يخفف عنا وطأة الحزن ويمسح عنا دمعة الفراق , كحديث صادق مصدوق كشفت له الحجب ورفعت عنه الأستار, يخبرنا بحال أحبتنا بعدنا, فهاهو صلى الله عليه وسلم, يكفكف دموع جابر ويهدئ روعه, ويضم قلبه ببشرى نفيسة,ومكرمة نادرة ( مازالت الملائكة تظله بأجنحتها حتى رفع)...
2_ على الرغم من كثرة أعبائه عليه الصلاة والسلام وعظيم مسؤولياته إلا أن ذلك لم يكن يشغله عن تفقد أحوال رعيته, والسؤال عن أوضاعهم, والسعي الصادق لا يجاد حلول لمشكلاتهم والنظر في قضاياهم...
سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم جابر: ( يا أبا عبد الله,أتزوجت؟) قال: نعم, قال: ( بكراً أم ثيباً) فقلت :ثيباً فقال:( ألا جارية تلاعبها وتلاعبك) فقلت: يارسول الله بأبي أنت وأمي.إن أبي أصيب يوم أحد, وترك تسع بنات, وتزوجت امرأة جامعة تلم شعثهن وتقوم عليهن.
قال( أصبت) ثم قال):إنا لو قدمنا صرار أمرنا بجزور فنحرت, وأقمنا عليها يومنا ذلك وسمعت بنا فنفضت نمارقها) قال: قلت: والله يارسول الله مالنا من نمارق. قال( أما إنها ستكون, فإذا قدمت فاعمل عملاً كيساً) قال: قلت: أفعل ما استطعت) أصله في الصحيحين
يا أبا عبد الله؟؟ تكنيته رفعة لشأنه وتلميحاً لقدرته على تحمل المسئولية
أتزوجت؟؟ إظهار الاهتمام بجابر بتفقده وسؤاله عن حاله
بكرا أم ثيبا ؟ سؤاله أكثر دقه وتفصيلاً للغوص في أعماق ( جابر ) وإظهار لمزيد الاهتمام به
ألا جارية تلاعبها وتلاعبك توجيهه لما هو عليه أولى وأفضل وفيه إشارة إلى مكانة جابر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو يستحق الأفضل
أصبت قطعا لباب الندم إذ قد يتوهم سوء اختياره وذلك بتصويب فعله
أنا لو قدمنا صراراً أمرنا بجزور فخرت, وأقمنا عليها يومنا هذا وسمعت نبا فنفضت نمار قها تسريته والتخفيف عنه بطيب الأحاديث وأخفها على نفسه وذلك بتحريك كوامن العاطفة في نفسه تجاه زوجه المشتاق
أما أنها ستكون طرد الهموم والغموم عن جابر رضي الله عنه بنفث روح الرضا والتفاؤل في نفسه لمستقبل أكثر إشراقاً بوفرة المال وقضاء الدين وصحبة زوج خدوم
فإذا قدمت فاعمل عملا كيساً توجيه نبوي رفيع ( كنايه عن جماعة لزوجه) بأسلوب أدبي راق وهذا احد الأساليب العملية للتخفيف من التوتر والضيق في نفس جابر
3_مساعدته في قضاء دينه بل ووصل الأمر إلى ماهو ابعد من ذلك فقد حضر مجلس قضاء الدين ولم يدعه لوحده مع الغرباء, وبحضوره حضرت البركة الربانية وكما يقول جابر( مازال يكيل لهم حتى أدى الله عن والدي أمانته)..

 

*(قوله تداعبها وتداعبه:فيه تصوير الطبيعة الحياة الزوجية حتى عند ذلك الجيل، وأنها ليست موغلة في الجدية الصارمة التي تحرم من التمتع بالمباح...... الخ)..الدويش
لطفه في دعوته الكافر..
من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: ( بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم خيلاً قبل نجد, فجاءت برجل من بني حنيفة يقال له ثمامة بن اثال سيد أهل اليمامة, فربطوه بسارية من سواري المسجد, فخرج إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:
(ماذا عندك ياثمامه؟؟؟)
فقال: عندي يا محمد خير, إن تقتل تقتل ذا دم, وإن تنعم تنعم على شاكر, وإن كنت تريد المال فسل تعط منه ما شئت. فتركه رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى كان من الغد,
فقال: ( ماذا عنك ياثمامه؟)
قال: عندي ما قلت لك, أن تنعم تنعم على شاكر, وان تقتل تقتل ذا دم, وان كنت تريد المال, فسل تعط منه ما شئت.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( اطلقوا ثمامه) فانطلق إلى نخل قريب من المسجد, فاغتسل , ثم دخل المسجد, فقال: اشهد أن لا اله الاالله واشهد أن محمد عبده ورسوله, يا محمد!! والله ماكان على وجه الأرض وجه ابغض علي من وجهك, فقد أصبح وجهك أحب الوجوه كلها إلي, وإن خيلك أخذتني وأنا أريد العمرة, فماذا ترى؟؟
فبشره رسول الله وأمره أن يعتمر . فلما قدم مكة قال له قائل: أصبوت؟ فقال: لا, ولكني أسلمت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا والله ! لا يأتيكم من اليمامة حبة حنطه حتى يأذن فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم) أخرجه البخاري واللفظ مسلم صحيح السيرة ص 386..
لقد أحسن أهل اليمامة في (الرضا بـ) ثمامه سيد لهم!! فهو يتمتع بمواصفات القائد الكفء , كالشجاعة الفائقة, والعقل الراجح والاعتداد بالنفس, والأنفة المحببة, والقدرة على اتخاذ القرار الصائب.
قائد بهذا الحجم, وبهذه المقاييس النادرة, ما الإجراء المناسب اتخاذه حياله, فيم لوقبض عليه, واقتيد أسيراً؟
هل تهدر كرامته أمام الحشود المجتمعة حوله, وهو يرسف في الأغلال, وتحت بريق السيوف المرتفعة ينتظر متى تجز رأسه أن لم يعلن إسلامه؟؟ هل يغيب في بطون السجون الموحشة والمعتقلات السرية, لتؤخذ منه الحقائق قهراً وتحت وطأة التعذيب؟؟
أم هل اكتفوا بتشديد وثاقه مع تعرية كافة بدنه وكشف عورته ليتضاحك عليه الصبية والسفهاء ثم ليترك طعماً للسباع الضاربة والكلاب الجائعة؟
فداه أبي وأمي صلوات ربي وسلامه عليه, لم يسجل في عهده الخصب وفي حكمه العادل وتحت أمرة كل من اتبعه بإحسان, قضية واحده عينيه أهين فيها أسير وعذب حتى الموت..
إنها ( العدالة المطلقة) إنها ( الحرية الفكرية) إنها ( الكرامة الانسانيه) التي قدرت قيمة عقل ثمامة, وحفظت له حقه في التفكير المجرد وكرمت أدميته , وقدرت منزلته الاجتماعية...
اختار رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد, ليربط الأسير بأحد سواريه.
فلم يترك بصحراء تحرقه حرارة الرمضاء!!
ولم يوثق بسجن انفرادي, فالمسجد يغدو إليه الصحابة ويروحون.
ولم يحبس برفقة عتاة مجرمين, بل بصحبة سيد الأنام وخير القرون.
ولم يمارس صلوات ربي وسلامه عليه ضده , إرهاباً فكرياً
ففي ثنايا سؤاله اللطيف ( ماعندك ياثمامه) معان إنسانيه ومبادئ فكرية, مافتئت الحضارات المتعاقبة تفتش عنها؟
( ماعندك ياثمامه؟)
أي لقد كفلت لك حريتك المطلقة في التفكير السليم..
( ماعندك ياثمامه؟)
لقد احترمت فيك قدرتك على اتخاذ القرار الشجاع..
( ماعندك ياثمامه؟)
لقد كرمت أدميتك, وضمنت لك كافة حقوقك الإنسانية..
( ماعندك ياثمامه؟)
إني وهبتك أماناً نفسياً, لِتُخرج كل مايعتلج في داخلك دون خوف القمع والتبكيت..
( ماعندك ياثمامه؟)
إني زودتك بكل آليات التفكير السليم. فقلب بصرك في زوايا المسجد وصفوف المصلين فيه وأرخي سمعك لكتاب الله وهو يتلى, وأعمل فكرك بشأن هذا الدين وأهله.
( اطلقوا ثمامه)لم يكن اللطف مني, والترفق بك, دراما تمثيلية محبوكة, للاحتيال عليك, واستدراجك لتقع في الفخ !!, ولوكان ذلك لانكشف زيف الأخلاق المفتعلة حينما ييأس أصحابها من بلوغ مرادهم!!
( اطلقوا ثمامة)
مننا عليك بالعفو دون مقابل, فلا إكراه في الدين, ولا إكراه في القرار, ولا إكراه في الحب..
( أطلقوا ثمامه)
إني واثق إنك راجع إلينا, ستؤوب إلى الحق, لأن مثلك لا يأسر الحق بل الحق يأسره..
وماذا كانت النتيجة؟؟
1-مسارعته بالدخول في الإسلام وحتى قبل العودة إلى بلدته ليحكي لهم مغامرته وشجاعته مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
2-انقلاب قلبه في الحال من عدو مبغض إلى ولي محب.
3-مبادرته بنصرة الإسلام, وفقً لما أوتي من قدرة وبحسب استطاعته.
4-اختياره في حرب أعداء الإسلام سلاح ( المقاطعة الاقتصادية) دليل على ذهن وقاد, وذكاء خارق.
5-بلوغه مرتبة اليقين الكامل بصحة قراره في اعتناقه للإسلام يدلنا على ذلك جوابه على من اتهمه بالجنون, إذ لم تساوره الشكوك ولم يلتفت للشبهات..
6-إعلانه بشجاعة نادرة ولاؤه لله،ورسوله صلى الله عليه وسلم وبراءته من الشرك وأهله، أفضى لدخول أفواج من أهل اليمامة في الإسلام لأنه سيد مطاع فيهم..

وما قتل الأحرار كالعفو عنهم ومن لك بالحر الذي يحفظ اليدا
إن أنت أكرمت الكريم ملكته وان أنت أكرمت اللئيم تمرد

 

(المُعلم المعَلَم)..
(قصة المسيء في صلاته)
* يقول رفاعة بن رافع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بينما هو جالس في المسجد يوماً ونحن معه إذ جاءه رجل كالبدوي فصلى فأخف صلاته ثم انصرف.
- فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم.
- فقال النبي صلى الله عليه وسلم:وعليك،فارج فصل فإنك لم تصل.
- فرجع فصلى ثم جاء فسلم عليه.
- فقال:وعليك فارجع فصل فإنك لم تصل.
(ففعل ذلك مرتين أو ثلاثاً كل ذلك يأتي النبي صلى الله عليه وسلم فيسلم على النبي صلى الله عليه وسلم فيقول النبي صلى الله عليه وسلم وعليك فارجع فصل فإنك لم تصل فخاف الناس وكبر عليهم أن يكون من أخف صلاته لم يصل.
- فقال :الرجل في آخر ذلك فأرني وعلمني فإنما أنا بشر
أصيب وأخطئ.
- فقال:أجل إذا قمت إلى الصلاة فتوضأ كما أمرك الله ثم أشهد وأقم فإن كان معك قران فاقرأ وإلا فاحمد الله وكبره وهلله ثم اركع فاطمئن راكعاً ثم اعتدل قائماً ثم اسجد فاعتدل ساجداً ثم اجلس فاطمئن جالساً ثم قم فإذا فعلت ذلك فقد تمت صلاتك وإن انتقصت منه شيئاً انتقصت من صلاتك.
قال الراوي وكان هذا أهون عليهم من الأول أنه من انتقص من ذلك شيئاً انتقص من صلاته ولم تذهب كلها) الترمذي/الصلاة ..
- أما بشأن المتعجل في صلاته،فتأمل-أخي القارئ-في التوجيهات النبوية الحكمه تجاهه:-
أولاً:إعطاء المخطئ الفرصة الكافية والمتكررة لتصحيح الخطأ بدلاً من تصحيح القائد أو المربي ذلك بنفسه،ومن أمثلة ذلك:(طالب لم يتمكن من معرفة جواب المسألة المعروضة عليه،فلا بأس من اعطائه فسحة من الوقت وتكرار ذلك ليتمكن من حلها بنفسه).
"ابنك جاء متعرفاً باعتدائه بالضرب أو الشتم على أحد زملائه،فمن الأفضل توجيه الابن لإصلاح الموقف بنفسه،دون أن تملي عليه تفصيلياً ما الذي يجب عليه فعله"
أما فوائد هذه الإستراتيجية التوجيهية فتتلخص في الآتي:-
1- تقوية ملكة التفكير(التحليل أو التأملي...الخ)لدى المتربي.
2- تنمية فضيلة الصبر والقدرة على التحمل وحسن التصرف عند المربي.
3- بث روح التحدي والتنافس في الباحث وهما الوقود الذي لا ينضب في طريق النجاح والتفوق.
4- مع اشتداد البحث تقوى معها الرغبة والحاجة إلى معرفة الصواب وهذا أدعى لثباته وشدة الانتفاع به.
5- إن مجرد التجربة لا تخلو من فائدة إذ قد تكون سبباً للاكتشاف والإبداع.
6- إن أصاب بعد محاولاته لا شك أنه سيفرح بإصابته ويعدها مكسباً لأنه يرى أن ذلك جاء ثمرة جهده وإن أخطأ،فإنه على الأقل تذوق حلاوة المحاولة..
7- قد يرجع الباحث إلى نفسه ويقر بمحدودية تجربته أو بقصور فهمه،وإن لم يصرح بذلك-إلا أن عودته للمربي للإستنارة به ينم عن تواضعه للحق وصدق رغبته في معرفته،واعتراف ضمني بمكانه المربي وحاجة المتربي له.
ثانياً:- إن هذا الحديث المنقول يسجل لرسول الله صلى الله عليه وسلم السبق في تفعيل الدروس العملية والتي من شأنها أنها لا تفيد الممارس وحده بل كل من عاينه.