Get Adobe Flash player

رسالة اليوم من هدي الرسول

-          عن أنس أن رسول الله  صلى الله عليه وسلم  كسرت رباعيته يوم أحد وشج في رأسه فجعل يسلت الدم عنه ويقول: كيف يفلح قوم شجوا نبيهم وكسروا رباعيته وهو يدعوهم إلى الله! فأنزل الله عز وجل: (ليس لك من الأمر شيء).

البحث

كتاب الرحمة في حياة الرسول

شاهد مكة المكرمة مباشرة

إقرأ مقالا من أكبر كتاب في العالم

إبحث عن محتويات الموقع

شاهد المدينة المنورة مباشرة

المسجد النبوي _ تصوير ثلاثي الأبعاد

Madina Mosque 3D view

الرئيسية
muhammad

لقد أولى النبي" النساء جانباً عظيماً من اهتمامه، وتوجيهه؛ فكان يأمر بالقيام بحقهن، ويحذر من التقصير في شأنهن؛ فنالت المرأة في شريعته ما لم تنله في أي شريعة أخرى، سواء كانت أماً، أو أختاً، أو بنتاً، أو قريبة، أو بعيدة.

وله في ذلك أقوال كثيرة تحث على حسن العشرة للنساء ورعاية حقوقهن.

ولا ريب أن من أيسر مظاهر حسن العشرة، ورعاية الحقوق _مراعاةَ النساء في باب الحوار.

وكما كان لهن نصيب من عطفه، ورعايته، ووصايته لهن بالإحسان _كان لهن نصيب غير منقوص من حواراته، وذلك من خلال ما يجري بينه وبينهن في شتى الشؤون، وفيما يلي بيان لشيء من ذلك:

أولاً: نماذج من حواراته " مع النساء عموماً:

حوارات النبي " مع النساء كثيرة جداً، ولقد دونت كتب السنة مئات الأحاديث في هذا الشأن، وفيما يلي ذكر لطرف من ذلك:

1_ جاء في الصحيحين عن أبي سعيد الخدري أنه قال: =قال النساء للنبي": غلبنا عليك الرجال؛ فاجعل لنا يوماً لنفسك، فوعدهن يوماً لقيهن فيه، فوعظهن وأمرهن...إلخ+.([1])

2_ جاء في صحيح مسلم أن فاطمة بنت قيس جاءت إلى رسول الله" وذكرت له أنه خطبها معاوية بن أبي سفيان وأبو جهم _رضي الله عنهما_.

فقال رسول الله": =أما أبو جهم فلا يضع عصاه عن عاتقه، أما معاوية فصعلوك لا مال له، انكحي أسامة بن زيد+.

قالت فاطمة: فكرهته، ثم قال": =انكحي أسامة+.

قالت فاطمة: فنكحته، فجعل الله فيه خيراً كثيراً، واغتبطت+([2]).

فمن خلال هذا الحوارِ ذَكر لها _ عليه الصلاة والسلام _ الخياراتِ، وبيَّن لها أسباب المفاضلة، وأنها تأتي من ناحية المال، والسلوك والمعاشرة، ثم أشار عليها بما يراه.

وفي هذا بيان أن النساء لم يكن ليتحرجن من محاورته _عليه الصلاة والسلام_ وأنه لم يكن يأنف من ذلك.

3_ وجاء في الصحيحين عن خنساء بنت خذام الأنصارية: =أن أباها زوَّجها وهي ثيب فكرهت ذلك، فأتت رسول الله "فرد نكاحها+([3]).

فهذه المرأة زَوَّجها أبوها بدون إذنها، فلما حاورت النبي " في ذلك اقتنع بحجتها، ورد نكاحها.

4_ وعن عائشة _ رضي الله عنها _ قالت: إن امرأة أتت النبي" فسألت عن غسلها من المحيض، فأمرها كيف تغتسل.

قال: =خُذِي فِرْصة([4]) من مِسْك فتطهري بها+.

قالت: كيف أتطهر؟

قال: =تطهري بها+.

قالت: كيف؟

قال: =سبحان الله! تطهري+.

قالت عائشة _رضي الله عنها_: فاجتبذتها إليّ، فقلت: تتبعي بها أثر الدم.([5])

وفي هذا درس عملي في الحوار، والرفق بالمحاور؛ فالنبي " ههنا رفق بهذه المرأة، ولم يضجر من تكرار أسئلتها.([6])

5_ وعن عائشة _ رضي الله عنها _ قالت: جاءت فاطمة بنت أبي حبيش لرسول الله" فقالت: يا رسول الله إني لا أطهر، أفَأدَعُ الصلاة؟

فقال رسول الله": =إنما ذلك عرق وليس بالحيضة، فإذا أقبلت الحيضة فاتركي الصلاة، فإذا ذهب قدْرُها، فاغسلي عنك الدم وصلِّي+.([7])

6_ وعن بريدة ÷ قال: بينا أنا جالس عند رسول الله " إذ أتته امرأة، فقالت: إني تصدقت على أمي بجارية، وإنها ماتت، قال: فقال: =وجب أجرُكِ، وَرَدَّها عليكِ الميراثُ+.

قالت: يا رسول الله! إنه كان عليها صوم شهر، أفأصوم عنها؟

قال: =صومي عنها+، قالت: إنها لم تحج قط، أفأحج عنها؟

قال: =حجي عنها+.([8])

فهذه نبذة يسيرة من حوارات النبي " للنساء([9])، وهي تعطي العالم، والداعية، والمسؤول عموماً دروساً في سعة الصدر، والصبر على السائل، والحرص على إفهامه.

ثانياً: حواراته مع زوجاته: الناظر في سيرة المصطفى"يرى صوراً مشرقة من خلقه الكريم في معاملته الناس جميعاً.

ولكن سلوكه في بيته، ومع أزواجه له دلالتُه الخاصة المُبِيْنَةُ عن سلامة ذوقه، ورقة طباعه، وعمق عاطفته، وقدرته الفذة على مراعاة مشاعر أزواجه، واحترام رغباتهن ما دامت في حدود الشرع.([10])

ولقد كان يحاورهن، ويستمع إلى أحاديثهن، ويفضي بشقوره إليهن([11])، ويستطلع من خلال الحوار آراءهن، ويأخذ بتلك الآراء إذا كانت جارية على الصواب، وبذلك يدخل السرور والبهجة عليهن.

وفيما يلي أمثلة عملية تبيِّن شيئاً مما كان يجري بينه وبينهن.

المثال الأول: ما جاء في الصحيحين عن عائشة _رضي الله عنها_ في قصة بدء الوحي، قالت: كان أول ما بدئ به رسول الله"من الوحي الرؤيا الصادقة في النوم، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح، ثم حُبِّب إليه الخلاء، فكان يخلو بغار حراء يتحنث فيه _وهو التعبد_ الليالي ذوات العدد، قبل أن يرجع إلى أهله، ويتزود لذلك، ثم يرجع إلى خديجة، فيتزود لمثلها، حتى فَجِئهُ الحق وهو في غار حراء، فجاءه الملك فقال: اقرأ، قال: ما أنا بقارئ.

قال: فأخذني فَغَطَّني حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني، فقال: اقرأ، قال: قلت: ما أنا بقارئ.

قال: فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني فقال: اقرأ فقلت: ما أنا بقارئ، فأخذني فغطني الثالثة حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني فقال: [اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5)] العلق.

فرجع بها رسول الله " ترجف بوادره حتى دخل على خديجة، فقال: =زملوني زملوني+ فزملوه حتى ذهب عنه الروع، ثم قال لخديجة: =أي خديجة ما لي+ وأخبرها الخبر، قال: =لقد خشيت على نفسي+.

قالت له خديجة: كلا، أبشر؛ فوالله لا يخزيك الله أبداً، والله إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكَلَّ، وتُكْسِبُ المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق، فانطلقت به خديجة حتى أتت به ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى وهو ابن عم خديجة أخي أبيها، وكان امرأً تَنَصَّر في الجاهلية، وكان يكتب الكتاب العربي، ويكتب من الإنجيل بالعربية ما شاء الله أن يكتب، وكان شيخاً كبيراً قد عمي، فقالت له خديجة: أي عم اسمع من ابن أخيك، قال ورقة بن نوفل: يا ابن أخي، ماذا ترى؟

فأخبره رسول الله"خبر ما رآه، فقال له ورقة: هذا الناموس([12]) الذي أنزل على موسى"يا ليتني فيها جذعاً، يا ليتني أكون حياً حين يخرجك قومك، قال رسول الله": =أو مخرجي هم؟+.

قال ورقة: نعم؛ لم يأت رجل قط بما جئت به إلا عودي، وإن يدركني يومك أنصرك نصراً مؤزراً+ ([13]).

فانظر كيف فزع رسول الله " إلى أم المؤمنين خديجة _رضي الله عنها_ وهو في تلك الأثناء بأمس الحاجة إلى من يسليه، ويهدِّئ من روعه؛ فلما حاورهما في شأنه وجد عندها السلوة والبشرى؛ حيث استدلت _وهي العاقلة الحصيفة_ على أن من كان هذا شأنه من البر ومحبة الخير للناس فلن يخذله الله؛ فسنة الله تقضي بأن الجزاء من جنس العمل.

وانظر كيف هُدِيَتْ إلى الذهاب به إلى ابن عمها ورقة بن نوفل؛ لأنه كان ذا علم وكتابة، ولم تذهب به إلى غيره؛ لشعورها بأن هذا الأمر غريب، وليس من جنس ما يعتري البشر؛ لذا وجد النبي " عند ورقة ما سلاَّه، وبث فيه الروح، وكان ذلك بسبب تلك الزوجة العاقلة([14]).

المثال الثاني: ما كان من أمر أم المؤمنين أم سلمة _رضي الله عنها_ في قصة الحديبية، وذلك عندما قال النبي"لأصحابه: =قوموا فانحروا ثم احلقوا+ فما قام منهم رجل واحد، حتى قال ذلك ثلاث مرات، فلما لم يقم منهم أحد دخل على أم سلمة، فذكر لها ما لقي من الناس، فقالت أم سلمة: يا نبي الله! أتحب ذلك؟ اخرج، ثم لا تكلم أحداً منهم كلمة، حتى تنحر بدنك، وتدعو حالقك، فيحلقك، فخرج فلم يكلم أحداً منهم، حتى فعل ذلك، نحر بدنه، ودعا حالقه، فحلقه، فلما رأوا ذلك قاموا فنحروا، وجعل بعضهم يحلق بعضاً حتى كاد بعضهم يقتل بعضاً غمَّاً([15]).

فتأمل مجيء النبي " إلى أم سلمة _رضي الله عنها_ وبثه إليها ما لقيه من الناس _وهو مغموم_ فلما حاورها في ذلك الشأن أشارت إليه بذلك الرأي الحصيف، وهو أن يبدأ ذلك بنفسه؛ فأخذ _عليه الصلاة والسلام_ برأيها؛ فحصل الخير الكثير من جراء ذلك.

وفي هذا تنبيه إلى أن الزوج العاقل هو من يُعنى بزوجته، ويرفع من شأنها، ويحاورها، ويستشيرها فيما ينوبه من بعض أحواله.

وفيه إرشاد لمن يستهين بزوجته؛ فلا يراها إلا هملاً مضاعاً، أو لقىً مزدرىً تذروه الرياح؛ فلا يعتد بحوارها، ولا يستشيرها في أي شيء من شؤونه، ولا يأخذ برأيها إن هي أشارت؛ فيخسر بذلك خيراً عظيماً، وسعادة معجلة.

المثال الثالث: أن عائشة _ رضي الله عنها _ كانت البِكْرَ الوحيدة من أزواجه" وكانت تُدِلُّ بذلك، وتشير إليه بذكاء وفطنة امتازت بها، تقول: =يا رسول الله أرأيت لو نزلت وادياً وفيه شجرة قد أُكِل منها، ووجدت شجراً لم يؤكل منها في أيِّها تُرتِع بعيرك؟ قال: =في التي لم يُرتع منها+ تعني أن رسول الله"لم يتزوج بكراً غيرها.([16])

ففي هذا الحوار إدلال مقبول لا يخالف الحقيقة، ولا يجانب الصدق؛ فليس من ضرر في استجابة الرسول" وإرضائه لهذا الإدلال والاعتزاز، وإدخاله بذلك السرور على قلب زوجه.

المثال الرابع: ما جاء عن عائشة _ رضي الله عنها _ قالت: =خرجتُ مع النبي"في بعض أسفاره، وأنا جارية لم أحمل اللحم، ولم أبدن، فقال للناس: تقدَّموا، فتقدَّموا، ثم قال لي: =تعالي أسابقك+.

فسابقتُه فسبقتُهُ، فسكتَ عني حتى إذا حملت اللحم، وبدنت، ونسيت خرجت معه في بعض أسفاره، فقال للناس: تقدموا فتقدموا، ثم قال: =تعالي حتى أسابقك+.

فسابقته فسبقني، فجعل يضحك وهو يقول: =هذه بتلك+([17]).

فهذا حوار مرح يُدْخِلُ _عليه الصلاة والسلام_ به الفرح إلى زوجه.

المثال الخامس: ما كان من لطفه _عليه الصلاة والسلام_ مع عائشة بالكلام، ومداعبته لها، حيث قال مرة: =إني لأعلم إذا كنت عنّي راضية، وإذا كنت عليّ غَضبى+.

قالت: ومن أين تعرف ذلك؟

قال: =أما إذا كنتِ عني راضية فإنك تقولين: لا وربِّ محمد، وإذا كنت غضبى قلت: لا وربِّ إبراهيم+.

قالت: قلت: أجل والله يا رسول الله ما أهجر إلا اسمك.([18])

فما أطيب هذه المعاشرة، وما ألطف رسول الله"، وما أحسن خلق عائشة _رضي الله عنها_ مع زوجها الرسول الكريم".([19])

فهذا شيء من سيرته _عليه الصلاة والسلام_ في حواره مع زوجاته يتبين من خلاله ذوقه الرفيع، وقدرته على موائمة زوجاته، وإدخال السرور عليهن من خلال الحوار الهادئ الهادف.

ويتبين من خلال ذلك مقدار الخسارة التي يُمنى بها من يفرط بهذا الأدب مع أهل بيته؛ فمن الرجال من لا يأبه بحوار زوجته؛ فتراه يقاطعها إذا تحدثت، أو يتشاغل عنها بقراءة كتاب أو جريدة، أو بمكالمة هاتفية، أو بالإشاحة بالوجه عنها، أو إجالة النظر يمنة ويسرة.

ومن ذلك أن يستخف بحديثها، أو يبادر بإكماله إذا بدأت به، أو أن يقوم عنها قبل إكماله، أو أن يسارع إلى تكذيبها إذا طَرقَتْ سمعه بحديث لم يألفه.

وذلك مما ينغص عيش المرأة، ويوغر صدرها، كيف لا وهي تنتظر من الزوج أن يكون سميرها، وأنيسها الذي تفضي إليه بهمومها، وتجد عنده الحلول المثلى، والعزاء، والمواساة؟

فمن حق الزوجة على زوجها أن يحسن عشرتها، فيهش عند لقائها، ويمازحها ويداعبها؛ تطييباً لقلبها، وإيناساً لها في وحدتها، وإشعاراً لها بمكانتها من نفسه، وقربها من قلبه.

ومن حسن المعاشرة أن يعتني الزوج بمحادثة زوجته، فيصغي لها إذا تحدثت، ويظهر العناية بحديثها، فلا يتشاغل عنها، ولا يقوم قبل أن تكمل حديثها إلا بعد إذنها؛ فذلك من كمال الأدب مع كل أحد فكيف بالزوجة وهي من أحق الناس بالبر؟

وكيف إذا كان ذلك دأب نبينا _عليه الصلاة والسلام_ مع أزواجه؟

 

--------------------------------------------------------------------------------

[1] _ البخاري (101 و 1249) ومسلم (2633).

[2]_ رواه مسلم (1480).

[3]_ البخاري (5138) ومسلم (1419).

[4] _ الفِرْصة: القطعة.

[5] _ أخرجه البخاري (314 و 7357) ومسلم (332).

[6] _ انظر فتح الباري لابن حجر 1/540، ومن أسئلة للنبي" أ. د. فالح الصغير ص81.

[7] _ البخاري (306).

[8] _ أخرجه مسلم (1149).

[9] _ انظر كتاب أسئلة النساء للنبي" للشيخ أ.د فالح الصغير حيث ساق مائة وتسعة عشر حديثاً في هذا الشأن مع شرحها، وتخريجها، وبيان فوائدها.

[10] _ انظر السيرة النبوية الصحيحة د. أكرم العمري 2/643.

[11] _ شقوره: بثه وهمه، وهذا مثل يضرب في الإطْلاع على مكنونات السرائر، ولمن يُفضى إليه بما يُكْتَمُ عن غيره من السر. انظر مجمع الأمثال للميداني 2/71_72 (2737)، والمسَتقْصَى في أمثال العرب للزمخشري 1/273 (1154).

[12]_ الناموس: صاحب سر المَلِك، قال بعضهم: هو صاحب سر الخير، والجاسوس: صاحب سر الشر. انظر الروض الأنف للسهيلي 1/408.

[13] _ البخاري (3 و 3392 و 4953 و 4955) ومسلم (160).

[14]_ انظر الروض الأنف 1/396، وخلاصة السيرة النبوية والدعوة الإسلامية للشيخ محمد رشيد رضا ص19_20.

[15]_ رواه البخاري من حديث الحديبية الطويل (2731) و (2732)، وأحمد 4/326.

[16] _ انظر صحيح البخاري (4789).

[17] _ رواه أحمد (26320) وأبو داود (2578).

[18] _ رواه البخاري (4930 و 5728) ومسلم (2439).

[19] _ انظر زاد المعاد لابن القيم 1/151_152، وسيرة الرسول"مقتبسة من القرآن الكريم لمحمد عزة دروزة 1/68_96، ومحمد"المثل الكامل ص251_259، وفقه السيرة لمحمد منير غضبان ص643_676.