تتوق أحلام العقلاء من الناس أن يتعايشوا في سلام وتفاهم مع المخالفين لهم في العقيدة والجنس والأفكار، وقد تتطور هذه الأحلام والآمال فتطلب احترامًا متبادلاً بين الأطراف المختلفة، أو قد تطلب عدلاً في التعامل؛ فلا ظلم ولا عدوان..
وقد يحلم القليل بما هو أسمى وأرقى، وهو أن يصل التعامل - ولو في موقف من المواقف - إلى درجة الألفة والإحسان والرحمة؛ فتُتَبادل الابتسامات - وأحيانًا الهدايا - ويسود جوٌّ من الهدوء النسبي والأمان..
لكن أن يصبح الإحسان إلى المخالفين، والبر بالمعارضين، والرحمة بهم قانونًا أصيلاً يُتَّبَعُ في غالب مظاهر الحياة، فهذا ما لا يخطر على بال أحد!!
هذا هو الإسلام الذي لا يعرفه كثير من العالمين، بل قد لا يعرفه كثير من المسلمين..!!
في هذا الفصل - بحول الله تعالى - سنتناول هذه الرحمة النبوية بغير المسلمين، وذلك من خلال المباحث الثلاثة التالية:
المبحث الأول: الرحمة بغير المسلمين منهج إلهي
المبحث الثاني: رحمته صلى الله عليه وسلم بغير المسلمين
المبحث الثالث: رحمته بمن آذاه صلى الله عليه وسلم من غير المسلمين