ـ عُمرُه الشريف:
عاش نبينا (صلى الله عليه وسلم) ثلاثة وستين عاماً ، حيث كانت وفاته سنة إحدى عشرة من الهجرة ، في شهر ربيع الأول ، ضحوة يوم الاثنين الثاني عشر منه. فكان ذلك العمر الشريف هو أعظم السنوات في حياة البشرية بما جعل الله على يديه من الخير والهدى للعالمين ، (لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ
ـ تغسيله:
غسَّل نبينا محمداً (صلى الله عليه وسلم) كلٌّ من : علي بن أبي طالب ، وعمه العباس ، والفضل بن العباس وقُثم بن العباس ، وأسامة بن زيد ، وشُقران ، وحضرهم أوس بن خَولِيّ .
ـ تكفينه:
كُفِّنَ (صلى الله عليه وسلم) في ثلاثة أثواب بِيض ، ليس فيها قميص ولا عمامة .
ـ الصلاة عليه:
صلى المسلمون على نبينا محمد (صلى الله عليه وسلم) أفذاذاً ، لم يؤمَّهم عليه أحد ، قال الشافعي : إنما صلوا عليه مرة بعد مرة أفذاذاً لعظم قدره ، ولمنافستهم أن يؤمَّهم عليه أحد .
ـ صفة قبره :
علم الصحابة رضي الله عنهم من سنة الحبيب (صلى الله عليه وسلم) أنه ما قبض الله نبياً قط إلا دفن حيث قبض روحه ، وبهذا جعلوا قبره الشريف في المكان الذي قبض الله روحه فيه.
وعند إنزاله (صلى الله عليه وسلم) للقبر دخل قبره العباس وعلي والفضل وقُثَم وشُقران، حيث جعلوا جسده الشريف في اللحد، وأطبق عليه تسع لَبِنات، ثم أهالوا التراب، وقد جعل قبره (صلى الله عليه وسلم) مسنَّماً، لا يزيد ارتفاعه عن الأرض على شبر.
روى أبو داود والحاكم من طريق القاسم بن محمد بن أبي بكر قال: دخلت على عائشة فقلت: يا أُمَّة اكشفي لي عن قبر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وصاحبيه، فكشفت له عن ثلاثة قبور، لا مُشْرِفة ولا لاطِئَة، مبطوحة ببطحاء العرصة الحمراء. زاد الحاكم: فرأيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) مقدَّماً، وأبا بكر رأسُه بين كتفي النبي (صلى الله عليه وسلم)، وعمر رأسُه عند رِجْلَي النبيِّ (صلى الله عليه وسلم).
ـ وقت دفنه:
كان دفنه (صلى الله عليه وسلم) ليلة الأربعاء ، ودفن في الموضع الذي توفاه الله فيه حول فراشه ، وحُفر له وأُلْحِدْ في بيته الذي كان بيت عائشة ، في الزاوية الغربية القبلية من الحجرة .
ـ مصيبة موته (صلى الله عليه وسلم) :
كان موت نبينا محمد (صلى الله عليه وسلم) أعظمَ مصيبة على المسلمين ، وقد قال وهو الصادق المصدوق (صلى الله عليه وسلم) : "يا أيها الناس أيما أحدٌ من الناس أو من المؤمنين أُصيب بمصيبة فَلْيَتَعَزَّ بمصيبته بي عن المصيبة التي تصيبه بغيري ، فإن أحداً من أُمتي لن يُصاب بمصيبة أشدَّ عليه من مصيبتي " رواه ابن ماجه.
وبعد :فتلكم مقدمات مختصرة وجُملٌ مقتضبة من أحوال نبينا وسيدنا محمد بن عبد الله وسيرته ، ومما ينبغي أن يعلم أن أحواله عليه الصلاة والسلام وما أكرمه الله به ، وما أفاضه الله على العالمين من آثاره (صلى الله عليه وسلم) لا يمكن إحصاؤه ولا حصره ، قال الله تعالى : (لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ
فلله الحمد على سابق فضله وله الشكر على سابغ نعمه ، وهو المستعان وحده . وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.