Get Adobe Flash player

رسالة اليوم من هدي الرسول

-    رحمته بالمشركين
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:قيل يا رسول الله أدع على المشركين قال:إني لم أُبعث لعاناً وإنما بعثت رحمة /رواه مسلم
-    قال صلى الله عليه وسلم:(من رآني في المنام فقد رآني فإن الشيطان لا يتمثل بي) متفق عليه

البحث

كتاب الرحمة في حياة الرسول

شاهد مكة المكرمة مباشرة

إقرأ مقالا من أكبر كتاب في العالم

إبحث عن محتويات الموقع

شاهد المدينة المنورة مباشرة

المسجد النبوي _ تصوير ثلاثي الأبعاد

Madina Mosque 3D view

الرئيسية

-وأما صفاته الأساسيّة، وحياته العمليّة، فحدّث عن البحر ولا حرج.
فقد كان صلى الله عليه وسلم مستكملا للصفات التي لا غنى عنها لصاحب كل رسالة في إنجاح رسالته العظيمة.
حيث استوفى شمائل الوسامة والمحبّة والمهابة والعطف على الناس، فكان على ما يختاره واصفوه ومحبّوه، وكان نِعم المُسمّى بالمختار.
فقد كانت له فصاحة اللسان واللغة. فهو صاحب كلام سليم في منطق سليم. وكانت له مع الفصاحة صباحة ودماثة، تحببانه إلى كلّ من رآه، وتجمعان إليه قلوب كلّ من عاشروه.

فكان صلى الله عليه وسلم مُحبّا لأصحابه وأهلا لحبّهم إيّاه. فقد تمّت له أداة الحُبّ من طرفيها.
وإنّما تتمّ الصداقة بالعاطفة الحيّة، والذوق السليم، والخلق الرفيع المتين.
وقد كان نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في تلكم الخصال مثلا عاليا بين صفوة الخلق أجمعين.
فعن صِدقه وأمانته، يكفيه أنّه عُرف بين قومه ـ حتى قبل البِعْثة ـ بالصادق الأمين.
وعرف عنه ثقته بربّه سبحانه وتعالى، وسلامة دعوته، والتزامه بتطبيق ما يدعو إليه ( أمرا، أو نهيا ). وقيامه بتبليغ دعوة الله تعالى كاملة غير منقوصة، على أكمل وجه وأتمّه.
وامتاز صلى الله عليه وسلم بعقله العظيم، وفطنته الفذّة. وكان قُدوة في صبره، ورحمته، وحِلْمه، وتواضعه، وتيسيره، وبُعد نظره، وكرمه، وشجاعته.
وهو أجود الناس ( أي: ببذل المال والعطاء )، وكان أجود ما يكون في رمضان، فلهو أجود من الريح المرسلة.
قال عنه عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: ما رأيت أشجعَ ولا أجود ولا أضوأ من رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وعن ابن عبّاس رضي الله عنهما قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجودَ الناس، وكان أجودَ ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريلُ، وكان يلقاه جبريل في كلّ ليلة من رمضان فيُدارسُه القرآنَ، فلرسول الله صلى الله عليه وسلم حين يلقاه جبريل أجودُ من الريح المُرْسَلَة. متفق عليه.

وعن جابر رضي الله عنه قال: ما سُئِلَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم شيئا قَطُّ فقال: لا. متفق عليه.
وكان صلى الله عليه وسلم أنموذجا يحتذى في الأمور الدَعَويّة ( قولا وفعلا )، والاجتماعيّة ( زوجا، وأبَاً، وضيفا، ومُضيفا، و…)، وبراعته العسكريّة والسياسيّة ( تخطيطا، وإعدادا، وتنفيذا، واستباقا للأحداث … ). ومثالا للقائد الذي يستوعب أتباعه تربية، وتنظيما، وتسييرا، ورعاية، ومشورة ( وشاوِرْهم في الأمر )، ويوظّف إمكاناتهم وقدراتهم أحسن توظيف في خدمة الدعوة وأهدافها. ويحسن التعامل مع المشكلات الطارئة. فاكتسب ثقتهم وطاعتهم المطلقة.
ولذلك؛ كان الصحابة رضي الله عنهم؛ من أشدّ الناس حُبّا للنبيّ صلى الله عليه وسلم، ومِنْ أحرص الناس على طاعته، وأسرعهم إليها، وأنشطهم فيها، وأصبرهم عليها. فأحبُّوا ما أحبّ، وكَرِهوا ما كَرِه. وقدّموا من أجل ذلك الغالي والنفيس، ولهم في ذلك القِدْح المُعَلّى، والنصيب الأوفى، إلى يوم الدين. فوصل بهم ومعهم إلى الكمال في تبليغ دعوة الله تعالى، وانتصر، وأسس دولة الإسلام العظيم الخالد، وصنع من أتباعه وأصحابه أعظم جيل، وكانت أمته خير أمّة أخرجت للناس. قال سبحانه وتعالى: ( كُنْتم خيرَ أمّةٍ أُخْرِجَت للناسِ تأمرونَ بالمعروف وتَنْهَوْن عن المُنْكر وتُؤْمِنون بالله … ). آل عمران: 110.
كان صلى الله عليه وسلم مؤيّدا من الله سبحانه وتعالى بالوحي. وكان لهذا التأييد أثرٌ حاسم في توفيقه بشيرا ونذيرا، ومُشرّعا وقاضيا، وسياسيّا وإداريّا، وقائدا وحاكما، ومُربيا ومُعلّما، وبَشرا وإنسانا.
لقد كان صلى الله عليه وسلم في قِمّة القمم تساميا على الذات، واهتماما بأمر المسلمين، وإخلاصا لدعوتهم ومصالحهم العليا، وحِرْصا على هدايتهم.

وجُمِع له صلى الله عليه وسلم أخذه بالحسنى ( لِيُقْتَدى به )، وتركه القبيح ( ليُتَناهى عنه )، واجتهاده الرأي فيما يُصلح أمتّه، والقيام لهم فيما جمع لهم أمر الدنيا والآخرة.
لذلك خرج في مدرسته القمم من جميع الكفاءات والقابليات لمختلف المناصب والواجبات.
ولقد جاء صلى الله عليه وسلم برسالة ربّانيّة المصدر، واقعيّة، عالميّة، إنسانيّة، شاملة، كاملة.
واستطاع النبي صلى الله عليه وسلم بعون من الله وتوفيقه بناء الإنسان المسلم على دعائم ثلاث:
1 ـ المبدأ السديد: عقيدة مُنشئة بنّاءة، هي الحقّ في كلّ زمان ومكان، تقوم عليها شريعة لا يصلح للإنسان غيرها، عالجت أمر الدنيا والآخرة، وفصلت القول في علاقة العبد بخالقه، وعلاقته بنفسه، وعلاقة الخلق بعضهم ببعض.
2 ـ والقدوة الحسنة: فكان صلى الله عليه وسلم يُمثّل تعاليم الإسلام العظيم ( في أوامره ونواهيه ) وكأنّها تمشي على الأرض بَشراً سويّا.
3 ـ واختيار الرجل المناسب للعمل المناسب، والتنويه بمزاياه، والغضّ عن النقائص، ومحاولة تقويمها وتلافي محاذيرها. يبني المسلم ولا يحطمه، ويُقوّم المعوجّ ولا يكسره، ويُشيّد للحاضر والمستقبل. وكانت له القدرة على تأليف القلوب وجمع الثقة.
وكان صلى الله عليه وسلم جامعا للمحبّة والثقة جميعا.

 أسامة الحمصي -