Get Adobe Flash player

رسالة اليوم من هدي الرسول

-          ليس من السنة:

عن أنس بن مالك   رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يطرق أهله ليلا . وكان يأتيهم غدوة أو عشية رواه مسلم  .(لايطرق : لايأتي ليلاً من سفر)

البحث

كتاب الرحمة في حياة الرسول

شاهد مكة المكرمة مباشرة

إقرأ مقالا من أكبر كتاب في العالم

إبحث عن محتويات الموقع

شاهد المدينة المنورة مباشرة

المسجد النبوي _ تصوير ثلاثي الأبعاد

Madina Mosque 3D view

الرئيسية
العَفْو في حياة الرسول (صلى الله عليه وسلم)

لَقدْ أَمر اللهُ نبيَّه (صلى الله عليه وسلم) بالعَفْوِ عَنِ النَّاسِ فَقَالَ سُبحانَهُ:  فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ  [آل عمران: 159], وَقَالَ تَعَالَى: فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً ۖ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ ۙ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ ۚ وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىٰ خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴿١٣﴾ [المائدة: 13]، فَكَانَ النبيُّ (صلى الله عليه وسلم) يحبُّ العفْوَ ويمِيلُ إِلَى الصَّفْحِ وَلَا يُقْدِمُ عَلَى العُقُوبَةِ إِلَّا إِذَا تحتَّمتْ وَصارَتْ لِزامًا. وَموَاقِفُ العفْوِ فِي سيرَةِ النبيِّ (صلى الله عليه وسلم) كثيرةٌ معلومةٌ, مِنْهَا ما تقدَّم مِنْ عَفْوِه مِنْ أَهْلِ مَكَّة بعدَ الفتْحِ الأعْظمِ.

وَمنْهَا مَا رواه أَبُو هُريْرةَ (رضي الله عنه) قَالَ: بَعَثَ رَسولُ اللهِ (صلى الله عليه وسلم) خَيْلاً قِبَلَ نَجْدٍ، فَجَاءتْ بِرجُلٍ مِنْ بَنِي حَنِيفةَ يُقالُ لَه: ثُمَامةُ بْن أُثالٍ سَيِّدُ أَهْلُ اليَمامَةِ, فَربطُوهُ بِسارِيَةٍ مِن سَوارِي المسْجِدِ، فَخَرَجَ إليهِ رَسُولُ اللهِ (صلى الله عليه وسلم) فَقَالَ لَهُ: "مَاذَا عِنْدَكَ يَا ثُمَامَةُ؟" قَالَ: عِنْدِي يَا محمَّدُ خيرٌ؛ إِنْ تقتلْ تقتلْ ذَا دمٍ، وإنْ تُنْعِمْ تُنْعِمْ عَلى شاكِرٍ ، وَإِنْ كُنتَ تُريدُ المالَ، فَسلْ تُعطَ مِنْه ما شئتَ. فتركَهُ رَسولُ اللهِ (صلى الله عليه وسلم) حَتَّى كَانَ مِن الغَدِ قَال لَه: "مَاذَا عِنْدَكَ يَا ثُمَامَةُ؟" قَالَ: ما قُلْتُ لَك؛ إنْ تَقْتُلْ تَقْتُلْ ذَا دَمٍ، وَإِنْ تُنْعِمْ تُنْعِمْ عَلَى شاكرٍ، وَإِنْ كُنتَ تُرِيدُ المالَ, فَسَلْ تُعطَ مِنه ما شِئتَ, فَتَركَهُ رَسُولُ اللهِ (صلى الله عليه وسلم) حَتَّى كَانَ مِنَ الغَدِ فَقَالَ لَهُ: "مَاذَا عِنْدَكَ يَا ثُمَامَةُ؟" قَالَ: ما قُلْتُ لَكَ: إِنْ تُنْعِمْ تُنعِمْ عَلى شاكرٍ، وإنْ تَقتُلْ تقتلْ ذَا دمٍ, وَإِنْ كُنتَ تُريد المالَ، فَسَلْ تُعط مِنْه ما شِئتَ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ (صلى الله عليه وسلم): "أَطْلِقُوا ثُمَامَةَ" فَانطَلَقَ إِلى نخلٍ قَريبٍ مِنَ المسْجِد, فاغتَسلَ، ثُمَّ دَخَلَ المسْجِدَ فَقَالَ: أَشْهدُ أَنَّ لَا إلهَ إِلَّا اللهُ، وأشْهدُ أَنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه؛ يا محمَّد! واللهِ مَا كانَ فِي الأرْضِ وَجهٌ أبغضَ إِليَّ من وجْهِكَ, فَقَدْ أصبَح وجهُك أحبَّ الوجُوهِ كُلِّها إليّ، واللهِ مَا كانَ مِن دِينٍ أبغضَ إِليَّ مِن دينِك, فأصبحَ دينُك

أحبَّ الدِّينِ كلِّه إليَّ. واللهِ ما كانَ مِن بلدٍ أبغضَ إليَّ مِنْ بَلَدِكَ, فأصبَحَ بلدُكَ أحبَّ البِلادِ كُلِّها إليَّ. وإنَّ خيلَك أخذَتْنِي وَأَنَا أُريدُ العُمْرَةَ, فَمَاذَا تَرى؟
فَبشَّره رسُولُ اللهِ (صلى الله عليه وسلم) وأمَره أنْ يعْتمِرَ.

فلمَّا قدِم مَكَّةَ قَالَ له قائلٌ: أصبَوتَ؟ قَالَ: لَا، ولكنْ أَسْلَمتُ مَع رَسُولِ اللهِ (صلى الله عليه وسلم), وَلَا واللهِ لا تَأْتِيكُمْ مِنَ اليَمامَةِ حَبَّةُ حِنْطَة, حَتَّى يأذَنَ فِيها رَسُولُ اللهِ (صلى الله عليه وسلم). [متفق عليه].

فانظُرْ كَيفَ كَانَ العفْوُ مُغَيِّرًا للقُلُوبِ، ومُبدِّلاً للأَحْوالِ، وشَارِحًا للصُّدورِ, ومبدِّدًا لظُلماتِ الكُفْرِ وضَلالاتِ الإِشْرَاكِ.

وَمِنْ أمثِلةِ عَفْوِ النبيِّ (صلى الله عليه وسلم): عفوُه عَنِ المرْأَةِ اليهُودِيَّةِ الَّتي وضَعتْ لَه السمَّ في الشَّاةِ, فأكلَ مِنْهَا (صلى الله عليه وسلم) فَلَمْ يُسِغْها، ثُمَّ قَتَلَهَا النبيُّ (صلى الله عليه وسلم) بعْدَ ذَلِكَ ببِشْرِ ابْنِ البَرَاءِ بْنِ مَعْرُورٍ الَّذِي أَكَلَ مِنْهَا فأسَاغَها، فَماتَ مِنْ أَثَرِ السُّمِّ، فقتِلَتْ ببشرِ قِصَاصًا.

وَمِنْ أَمثلة عَفْوِ النبيِّ (صلى الله عليه وسلم) مَا رَواه جابرُ (رضي الله عنه) أَنَّه غَزَا مَعَ رَسُولِ اللهِ (صلى الله عليه وسلم) قِبَلَ نجدٍ، فلمَّا قَفَل(1 ) رَسُولُ اللهِ (صلى الله عليه وسلم)، قَفَل مَعَه، فأدْركَتْهم القَائِلةُ فِي وادٍ كَثِير العضَاهِ(2 )، فَنَزلَ رَسُولُ اللهِ (صلى الله عليه وسلم), وَتفرَّقُ النَّاسُ فِي العضَاهِ، يَستظلُّونَ بالشجَرِ، وَنَزَلَ رَسُولُ اللهِ (صلى الله عليه وسلم) تحتَ سَمُرةٍ( 3)، فعلَّق بِها سيفَهُ.

قَال جَابِرُ: فنِمْنَا نَوْمةً, فَإِذَا رَسُولُ اللهِ (صلى الله عليه وسلم) يدْعُونَا, فَجئْنَاهُ, فَإِذَا عِنْدَهُ أَعْرَابيٌّ جَالِسٌ, فَقَالَ رَسُولُ اللهِ (صلى الله عليه وسلم): "إِنَّ هَذَا اخْتَرَطَ سَيْفِي وَأَنَا نَائِمٌ، فَاسْتَيْقَظْتُ وَهُوَ فِي يَدِهِ صَلْتًا، فَقَالَ لِي: مَنْ يَمْنَعُكَ مِنِّي؟ قُلْتُ: اللهُ، فَهَا هُوَ جَالِسٌ" ثُمَّ لَم يعاقِبْه رَسُولُ اللهِ (صلى الله عليه وسلم). [رَواهُ البُخارِيُّ].

الأمين العام المساعد
لرابطة العالم الإسلامي

(1 ) قفل: رجع.
( 2) العضاه: كل شجر عظيم الشوك.
(3 ) سمرة: شجرة.

بقلم: أ.د. عادل بن علي الشدي
في رحاب السيرة النبوية 33

المرفقالحجم
33.pdf‏189.39 ك.بايت